نام کتاب : منهج الرشاد لمن أراد السداد نویسنده : الشيخ جعفر كاشف الغطاء جلد : 1 صفحه : 509
وتتجلى أهمية هذا الحوار في المراسلات التي دارت بين الأمير عبد العزيز بن سعود والشيخ كاشف الغطاء ، حيث كتب الأمير عبد العزيز رسالة ( نقل قسما من مضامينها كاشف الغطاء ) ، ورد عليها برسالة أشبه ما تكون بالمناقشة الشاملة لما ورد من الشبهات التي أثيرت حول الفكر الأمامي ، ومما لم يرد منها أيضا . قد تميز منهج كاشف الغطاء في رسالته بسمات ، أهمها : 1 - امتازت الرسالة بالموضوعية والصدق ، والواقعية ، وغزارة المعرفة ، وقوة الاستدلال ، حيث نهج مؤلفها منهجا عقلانيا متكاملا رد فيه المنطق بالمنطق ، والحجة بالحجة والبرهان ، مما جعلها - على رغم أنها نافت على القرنين من الزمن - رسالة فتية ما زالت حجيتها قائمة ، طرية الأفكار ، متينة المباني ، عذبة المحاججة ، خالية مما اعتاد عليه المؤلفون في مثل هذه الميادين من الخروج عن ذريعة العلم إلى ذرائع أخرى لا تتصل إلى نهج المعرفة بصلة . 2 - يبدو أن كاشف الغطاء كان يدرك ان الفتوحات الجديدة تهدد أمن المنطقة بكل عام ، وستصل إلى العراق لضعف السلطة الحاكمة فيه ، وانشغالها بالمشاكل الداخلية وغيرها . لذلك كان حديثه في الرد حديثا حاول من خلاله إقناع عبد العزيز بن سعود - بما استطاع من إمكانات - بالرجوع عن معتقداته الدينية ، والتخلي عن نظريته المذهبية الت اعتنقها وتبناها - على فرض الامكان - ، أو احترام وجهات النظر المتغايرة - على فرض آخر - . لذلك كان خطابه إليه خطابا يشعر أنه خطاب صادر من سلطة دينية عليا إلى سلطة قتالية عليا . وبالرغم من احترامه المتزايد للأمير الفاتح إلا أن ( رسالته ) لم تخل من واقعية في التعامل مع هذا الأمير ، فقد حدثه فيها باللغة المباشرة التي يفهمها هذا الأمير العربي . وكان يعزو تبنيه للمذهب الوهابي إلى عدم خبرته في اختيار المذهب الذي عليه أن يتبناه ويناضل من أجله ، بسبب ضآلة معرفته الفكرية . 3 - تناولت الرسالة ردا للشبهات التي نشرها الوهابيون ، وقد رتبها على مقدمة وفصول ، مقاصد ، وكان لا يمل من تكرار كلمة ( أخي ) ، و ( أقسم عليك ) - نهاية كل موضوع - بعد بيان النتيجة التي يتوصل إليها بعد إيراده جملة من الأحاديث النبوية لعل ذلك يكون سببا لمراجعة المعتقد من جديد . 4 - استخدم في طيات رسالته أسلوب الموعظة ، وإلفات النظر إلى أن النفوذ الدنيوي
509
نام کتاب : منهج الرشاد لمن أراد السداد نویسنده : الشيخ جعفر كاشف الغطاء جلد : 1 صفحه : 509