نام کتاب : منهاج الكرامة نویسنده : العلامة الحلي جلد : 1 صفحه : 160
طويل الفكرة ، ( يقلب كفه ويعاتب نفسه ) [1] ، يعجبه من اللباس ما خشن ، ومن الطعام ما جشب . وكان فينا كأحدنا ، يجيبنا إذا سألناه ، ويأتينا إذا دعوناه ، ونحن - والله - مع تقريبه لنا وقربه منا لا نكاد نكلمه هيبة له ، يعظم أهل الدين ويقرب المساكين ، لا يطمع القوي في باطله ، ولا ييأس الضعيف من عدله ، فأشهد بالله لقد رأيته في بعض مواقفه وقد أرخى الليل سدوله ، وغارت نجومه ، قابضا على لحيته ، يتململ تململ السليم ، ويبكي بكاء الحزين ، ويقول : يا دنيا غري غيري ، أبي تعرضت أم لي تشوقت ؟ ! هيهات هيهات ، قد أبنتك ثلاثا لا رجعة فيها : فعمرك قصير ، وخطرك يسير ، وعيشك حقير آه ، من قلة الزاد وبعد السفر ووحشته الطريق ! فبكى معاوية ، وقال : رحم الله أبا الحسن ! كان . . . والله . . . كذلك ، ( قال معاوية : كيف كان حبك له ؟ قال : كحب أم موسى لموسى ، قال : ) [3] فما حزنك عليه يا ضرار ؟ قال : حزن من ذبح ولدها في حجرها ، فلا ترقأ عبرتها ، ولا يسكن حزنها . [4] . وبالجملة ، فزهده لم يلحقه أحد فيه ولا يسبقه أحد إليه عليه السلام ، وإذا كان أزهد الناس ، كان هو الإمام ، لامتناع تقدم المفضول عليه . الثاني : أنه عليه السلام كان أعبد الناس ، يصوم النهار ويقوم الليل ، ومنه تعلم الناس صلاة الليل ونوافل النهار ، وأكثر العبادات والأدعية المأثورة عنه تستوعب الوقت ، وكان يصلي في
[1] ما بين القوسين ليس في " ر " . ( 2 ) في " ش 1 " و " ش 2 " : كثير . [3] ما بين القوسين ليس في " ر " . [4] تذكرة الخواص : 118 - 119 ، وذخائر العقبي : 100 ، وقال ، أخرجه الدولابي وأبو عمر وصاحب الصوفة ، والاستيعاب لابن عبد البر 3 : 44 ، عن الحرمازي رجل من همدان ، والفصول المهمة : 129 / الفصل 1 ، / وحلية الأولياء 1 : 84 .
160
نام کتاب : منهاج الكرامة نویسنده : العلامة الحلي جلد : 1 صفحه : 160