responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : منع تدوين الحديث نویسنده : السيد علي الشهرستاني    جلد : 1  صفحه : 22


فمما يمكن احتماله هنا كذلك هو أن الخليفة قد تصور - والعياذ بالله - أن أقوال الرسول هي ككلمات الرهبان والأحبار - المسببة لانحراف اليهود - فأراد أن يبعد الأمة عن هذا الانحراف بنهيه تدوين كلام رسول الله - العياذ بالله - .
وأنت تعرف أن هناك فرق واضح بين الأمرين ، فكلام الرسول ليس يشبه كلام الرهبان في شئ ، فكلام الرسول هو المبين لأحكام الله ، أما كلام الرهبان وموقفهم فهم الذين حرفوا كلام الله .
أما التعليل الثاني ، وهو الخوف من الاختلاط بالقرآن ، فهو الآخر باطل ، لأن الأسلوب القرآني يختلف عن الأسلوب الحديثي ، لأن الحديث ما هو إلا توضيح وتفسير لكلام الله وما أراده الوحي ، ولم يلحظ فيه الجانب البلاغي بقدر ما لوحظ الجانب التفسيري وأريد منه ، فحمل أحد الأمرين على الآخر باطل ، لأن القرآن جاء على نحو الاعجاز والبلاغة ، وقد عرفه مشركوا قريش حتى قالوا عنه : ( سحر مستمر ) ( 1 ) .
ولأجل هذا نرى إمكان تصور الكذب على رسول الله وعدم إمكان ذلك في القرآن ، لقوله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : ( من كذب علي فليتبوأ مقعده من النار ) ( 2 ) أو :
( ستكثر القالة علي ) ، أما إمكان تصور ذلك في القرآن فمحال ، لقوله تعالى :
( فأتوا بسورة من مثله وادعوا شهداءكم من دون الله إن كنتم صادقين ) ( 3 ) ، وفي آخر : ( فأتوا بعشر سور مثله مفتريات وادعوا من استطعتم من دون الله إن كنتم


1 - القمر : 2 . 2 - مسند أحمد 1 / 165 و 2 / 195 و 3 / 39 . 3 - البقرة : 23 .

22

نام کتاب : منع تدوين الحديث نویسنده : السيد علي الشهرستاني    جلد : 1  صفحه : 22
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست