فقلت : ماذا تريد ؟ قال : إن لم تزر على الناحية ، فلم [ تمنع ] ( 1 ) أصحابي خمس مالك - وكنت الرجل الوقور ( 2 ) الذي لا يخاف شيئا - فارتعدت [ منه ] ( 3 ) وتهيبته وقلت : أفعل يا سيدي ماذا تأمر به . فقال : إذا مضيت إلى الموضع الذي أنت متوجه إليه ، فدخلته عفوا ( 4 ) وكسبت ( ما كسبت فيه ) ( 5 ) ، تحمل خسمه إلى مستحقة . فقلت : السمع والطاعة . فقال ( 6 ) : امض راشدا . ولوى عنان دابته وانصرف ، فلم أدر أي طريق سلك . فطلبته يمينا وشمالا فخفي علي أمره ، فازددت رعبا وانكفأت ( 7 ) راجعا إلى عسكري وتناسيت الحديث ، فلما بلغت قم - وعندي أنني ( 8 ) أريد محاربة القوم - خرج إلي أهلها وقالوا : كنا نحارب من يجيئنا لخلافهم لنا ، فأما فقد ( 9 ) وافيت أنت فلا خلاف بيننا وبينك ( 10 ) ، ادخل البلدة فدبرها كما ترى . فأقمت فيها زمانا وكسبت زيادة ( 11 ) على ما كنت أقدر ، ثم وشى القواد بي إلى السلطان ، وحسدت على طول مقامي وكثرة ما اكتسبت ، فعزلت ورجعت إلى