وقت العشاء الآخرة صليت وقمت فابتدأت أقرأ من الحمد ، فإذا شاب حسن الوجه ، عليه جبة سيفية ( 1 ) ، ابتدأ أيضا قبلي وختم قبلي . فلما كان الغداة خرجنا جميعا من باب الحائر ، فلما صرنا على شاطئ الفرات قال لي الشاب : أنت تريد الكوفة فامض . فمضيت من طريق الفرات وأخذ الشاب طريق البر . قال أبو سورة : فأسفت على فراقه فاتبعته ، فقال لي : تعال . فجئنا جميعا إلى أصل ( حصن المسناة ) ( 2 ) ، فنمنا جميعا ثم انتبهنا فإذا نحن على ( مقابر مسجد السهلة . فقال : هو ذا منزلي . ثم قال ) ( 3 ) : أنت مضيق ولك عيال فامض إلى أبي طاهر [ الزراري ] ( 4 ) فسيخرج إليك من داره وفي يده دم الأضحية ، فقل له : شاب من صفته كذا وكذا يقول لك أعط هذا الرجل صرة الدنانير التي عند رجل السرير مدفونة . ( 5 )
1 - لعلها منسوبة إلى موضع اسمه سيف . ذكر الحموي في معجم البلدان : 3 / 298 ثلاثة مواضع بهذا الاسم . 2 - " حصر المناة " أ ، وليس في " ب " . 3 - بدل ما بين القوسين : " الغري على جبل الخندق ، فقال لي " الخرائج ، " العوفي على جبل الخندق ، فقال لي " الغيبة . 4 - أثبتناه من الخرائج والغيبة ، وكذا ما يليه وهو الصواب . وفي النسخ : " الرازي " . وهو محمد بن سليمان بن الحسن بن الجهم بن بكير بن أعين أبو طاهر الزراري ، ذكره النجاشي في رجاله : 347 رقم 937 وقال : " حسن الطريقة ، ثقة ، عين ، وله إلى مولانا أبي محمد ( عليه السلام ) مسائل وجوابات ، له كتب . . . " . ولد سنة 237 ومات سنة 301 على ما في الكتاب المذكور . 5 - بزيادة : " قال : فلما دخلت الكوفة مضيت إليه وقلت ما ذكر لي الشاب ، فقال : سمعا وطاعة ، وعلى يده دم الأضحية " الخرائج ، وبهذه الزيادة تتم فيه أولى الروايتين . وثانيتهما فيه هكذا : " وعن جماعة عن أبي ذر أحمد بن أبي سورة ، وهو محمد بن الحسن بن عبيد الله التميمي نحو ذلك ، وزادوا : قال : ومشينا ليلتنا فإذا نحن على مقابر مسجد السهلة ، فقال : هو ذا منزلي . ثم قال لي تمر أنت إلى ابن الزراري علي بن يحيى فتقول له يعطيك المال بعلامة أنه كذا وكذا وفي موضع كذا ومغطى بكذا . فقلت : من أنت ؟ قال : أنا محمد بن الحسن . ثم مشينا . . . " .