شيخا فانيا قد سقط حاجباه على عينيه قد عصبهما بعصابة ، فلما رآه الآذن ( 1 ) - وكانوا يأذنون للناس على أسنانهم - قال : ادخل أيها الشيخ . فدخل يدب ( 2 ) على العصا يقيم بها صلبه ولحييه ( 3 ) على ركبتيه . فلما رآه عبد الملك رق له وقال : اجلس أيها الشيخ . فقال : يا أمير المؤمنين أيجلس الشيخ وجده على الباب ؟ قال : فأنت إذن من ولد الربيع بن ضبع الفزاري . قال : نعم أنا وهب بن عبد الله بن الربيع . فقال للآذن : ارجع فأدخل الربيع . فخرج الآذن فلم يعرفه حتى نادى : أين الربيع ؟ فقال الربيع : ها أنا ذا . فقام يتطرق ( 4 ) في مشيته ، فلما دخل [ على ] ( 5 ) عبد الملك سلم ، فقال عبد الملك لجلسائه : وأبيكم ( 6 ) [ إنه لأشب ] ( 7 ) الرجلين . يا ربيع أخبرني عما أدركت من العمر والمدى ورأيت من الخطوب الماضية .
1 - الآذن : الحاجب . " لسان العرب : 13 / 10 - أذن - " . 2 - دب الصغير ، يدب - من باب ضرب - دبيبا ، ودب الجيش دبيبا أيضا : ساروا سيرا لينا . " المصباح المنير : 255 - دب - " . 3 - كذا في النسخ . وفي كمال الدين : " وكشحيه " . في لسان العرب : 2 / 571 - 572 - كشح - : " الكشح : ما بين الخاصرة إلى الضلع الخلف ، وهو من لدن السرة إلى المتن . . . ، قال الأزهري : هما كشحان وهو موضع السيف من المتقلد ، . . . وقيل : الكشحان : جانبا البطن من ظاهر وباطن " . 4 - " يهرول " كمال الدين . تطرق إلى الأمر : ابتغى إليه طريقا . كذا في لسان العرب : 10 / 221 - طرق - . وفيه أيضا - ص 217 - نقلا عن خالد بن جنبة أن الطرق : هو سرعة المشي . 5 - أثبتناه من كمال الدين . 6 - " ويلكم " كمال الدين . 7 - أثبتناه من كمال الدين . " لأنه لأثبت " أ .