نام کتاب : مناظرات في العقائد والأحكام نویسنده : الشيخ عبد الله الحسن جلد : 1 صفحه : 62
للناس علومه ، فقال في جملة كلامه : أن جعفر بن محمد ( الصادق ( عليه السلام ) ) تكلم في مسائل ، ما يعجبني كلامه فيها : الأولى ، يقول : إن الله سبحانه موجود ، لكنه لا يرى لا في الدنيا ولا في الآخرة ، وهل يكون موجود لا يرى ؟ ما هذه إلا تناقض . الثانية ، إنه قال : إن الشيطان يعذب في النار مع أن الشيطان خلق من النار ، فكيف يعذب الشئ بما خلق منه ؟ ! الثالثة ، إنه يقول : إن أفعال العباد مستندة إليهم مع أن الآيات دالة على أنه تعالى فاعل كل شئ ! فلما سمعه بهلول أخذ مداة وضرب بها رأسه وشجه ، وصار الدم يسيل على وجهه ولحيته ، فبادر إلى الخليفة يشكو من بهلول ! ! فلما أحضر بهلول وسئل عن السبب ؟ قال للخليفة : إن هذا الرجل غلط جعفر بن محمد ( عليهما السلام ) في ثلاث مسائل : الأولى : إن أبا حنيفة يزعم أن الأفعال كلها لا فاعل لها إلا الله ، فهذه الشجة من الله تعالى ، وما تقصيري ؟ ! الثانية : إنه يقول : كل شئ موجود لا بد أن يرى ؟ ! فهذا الوجع في رأسه موجود ، مع أنه لا يرى ؟ ! الثالثة : إنه مخلوق من التراب ، وهذه المداة من التراب ، وهو يقول : إن الجنس لا يعذب بجنسه ، فكيف يتألم من هذه المداة ؟ فأعجب الخليفة كلامه ، وتخلص من شجة أبي حنيفة [1] .
[1] شجرة طوبى للحائري : ج 1 ص 48 - 49 ( المجلس العشرون ) ، أعيان الشيعة للأمين : ج 3 ص 618 ، عن مجالس المؤمنين .
62
نام کتاب : مناظرات في العقائد والأحكام نویسنده : الشيخ عبد الله الحسن جلد : 1 صفحه : 62