نام کتاب : مناظرات في العقائد والأحكام نویسنده : الشيخ عبد الله الحسن جلد : 1 صفحه : 536
وثارت ثائرة الإمام وبعض الحاضرين والتفتوا إلينا منكرين مشمئزين ، فتداركت الموقف متلطفا مع الإمام وقلت له : يا سيدي الشيخ الجليل ، ما هو ذنب المسلم الذي يقرأ في القرآن قوله : * ( وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم ، ومن ينقلب على عقبيه فلن يضر الله شيئا وسيجزي الله الشاكرين ) * [1] . وما هو ذنب المسلم الذي يقرأ في صحيح البخاري [2] وفي صحيح مسلم [3] قول رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) لأصحابه : " سيؤخذ بكم يوم القيامة إلى ذات الشمال ، فأقول : إلى أين ؟ فيقال : إلى النار والله ، فأقول : يا رب هؤلاء أصحابي ، فيقال : إنك لا تدري ما أحدثوا من بعدك إنهم لم يزالوا مرتدين منذ فارقتهم ، فأقول : سحقا سحقا لمن بدل بعدي ، ولا أرى يخلص منهم إلا مثل همل النعم " [4] . وكان الجميع يستمعون إلي في صمت رهيب ، وسألني بعضهم : إن كنت واثقا من وجود هذا الحديث في صحيح البخاري ؟ وأجبتهم : نعم كوثوقي بأن الله واحد لا شريك له ، ومحمدا عبده ورسوله . ولما عرف الإمام تأثيري في الحاضرين من خلال حفظي للأحاديث التي رويتها قال في هدوء : نحن قرأنا على مشايخنا رحمهم الله تعالى بأن الفتنة نائمة فلعن الله من أيقظها . فقلت : يا سيدي الفتنة عمرها ما نامت ، ولكنا نحن النائمون ، والذي
[1] سورة آل عمران : الآية 144 . [2] صحيح البخاري : ج 8 ص 150 - 151 ، ( باب في الحوض ) . [3] صحيح مسلم : ج 4 ص 1800 ح 40 ( باب إثبات حوض نبينا ( صلى الله عليه وآله ) ) . [4] وقد تقدم المزيد من تخريجاته .
536
نام کتاب : مناظرات في العقائد والأحكام نویسنده : الشيخ عبد الله الحسن جلد : 1 صفحه : 536