نام کتاب : مناظرات في العقائد والأحكام نویسنده : الشيخ عبد الله الحسن جلد : 1 صفحه : 496
الأشعري : الواجب الكف والإمساك عن الصحابة ، وعما شجر بينهم ، فقد قال أبو المعالي الجويني : إن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) نهى عن ذلك ، وقال : " إياكم وما شجر بين صحابتي " ، وقال : " دعوا لي أصحابي ، فلو أنفق أحدكم مثل أحد ذهبا لما بلغ مد أحدهم ولا نصفيه " [1] ، وقال : " أصحابي كالنجوم ، بأيهم اقتديتم اهتديتم " [2][3] ،
[1] مسند أحمد بن حنبل : ج 3 ص 266 ، تاريخ بغداد : ج 1 ص 209 ، مجمع الزوائد : ج 10 ص 15 . [2] ميزان الاعتدال : ج 1 ص 413 ، إتحاف السادة المتقين : ج 2 ص 223 ، كشف الخفاء : ج 1 ص 147 ح 381 ، لسان الميزان : ج 2 ص 118 ، التفسير الكبير للرازي : ج 27 ص 167 . [3] هذا الحديث على فرض صحته لا يمكن أن يكون المقصود به هم عامة الصحابة ، إذ لا يمكن أن يتحقق الاهتداء بكل واحد منهم لا على التعيين ، إذ نقطع بوجود الخلاف والنزاع فيما بينهم حتى حصل في ما بين بعضهم القتل والقتال ، وقد شتم بعضهم بعضا ، وحيث أن الحق واحد فكيف يتحقق الاهتداء بالاقتداء بكل واحد منهم ، والذي يؤيد هذا ما ورد عن محمد بن موسى بن نصر الرازي عن أبيه ، قال : سئل الرضا ( عليه السلام ) عن قول النبي ( صلى الله عليه وآله ) : أصحابي كالنجوم بأيهم اقتديتم اهتديتم ، وعن قوله ( صلى الله عليه وآله ) : دعوا لي أصحابي ، فقال ( عليه السلام ) : هذا صحيح يريد من لم يغير بعده ولم يبدل ، قيل : وكيف يعلم أنهم قد غيروا وبدلوا ؟ قال : لما يروونه : من أنه ( صلى الله عليه وآله ) قال : ليذادن برجال من أصحابي يوم القيامة عن حوضي كما تذاد غرائب الإبل عن الماء ، فأقول : يا رب أصحابي أصحابي ؟ فيقال لي : إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك ؟ فيؤخذ بهم ذات الشمال ، فأقول : بعدا لهم وسحقا لهم ، أفترى هذا لمن لم يغير ولم يبدل - عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : ج 1 ص 93 ، والجدير بالذكر هو إنه قد ورد عن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) التعبير عن أهل البيت ( عليهم السلام ) بالأصحاب أيضا كما عن بصائر الدرجات لمحمد بن الحسن الصفار : ص 31 ح 2 ، بسنده عن إسحاق بن عمار عن - أبي عبد الله - جعفر عن أبيه ( عليهما السلام ) أن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) قال : ما وجدتم في كتاب الله فالعمل به لازم لا عذر لكم في تركه ، وما لم يكن فيه سنة مني فما قال أصحابي فخذوه ، فإنما مثل أصحابي فيكم كمثل النجوم فبأيها أخذ اهتدى ، وبأي أقاويل أصحابي أخذتم اهتديتم ، واختلاف أصحابي لكم رحمة ، قيل : يا رسول الله ومن أصحابك قال : أهل بيتي . فهم الذين بلا شك من اتبعهم اهتدى ونجا ومن تخلف عنهم غرق وهوى ، كما هو صريح حديث السفينة ، وبعض الأخبار مثل قوله ( صلى الله عليه وآله ) : ألا أن أبرار عترتي وأطايب أرومتي أحلم الناس صغارا ، وأعلم الناس كبارا ، فلا تعلموهم فإنهم أعلم منكم ، لا يخرجونكم من باب هدى ولا يدخلونكم في باب ضلالة . عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : ج 1 ص 182 . وحديث الثقلين أيضا الذي هو أشهر من أن يذكر - أوصيكم بالثقلين كتاب الله وعترتي أهل بيتي . . . لن تضلوا ما إن تمسكتم بهما الخ فهو واضح الدلالة وصريح العبارة كالشمس التي لا تخفى - في دلالته على أن الاهتداء لا يتم إلا عن هذين الطريقين ويكون في مأمن من الضلالة بلا ريب بخلاف اتباع غيرهما فبعد هذا كله فهل يمكن الجزم بحصول الهداية من غير هذين الطريقين ، الكتاب والعترة ؟ !
496
نام کتاب : مناظرات في العقائد والأحكام نویسنده : الشيخ عبد الله الحسن جلد : 1 صفحه : 496