نام کتاب : مناظرات في العقائد والأحكام نویسنده : الشيخ عبد الله الحسن جلد : 1 صفحه : 453
وهلاك جميع شيعته وأنصاره لما أبقاه طرفة عين ، ولا فتر عن المسارعة إلى مرضاة الله جل اسمه ، لكن الدليل على عصمته كاشف عن معرفته لرد هذه الحال عند ظهوره في هذا الزمان بما قدمناه من ذكر العهد إليه ، ونصب الدلائل والحد والرسم المذكورين له في الأفعال . فقال : لعمري ، إن هذه الأجوبة على الأصول المقررة لأهل الإمامة مستمرة ، والمنازع فيها - بعد تسليم الأصول - لا ينال شيئا ولا يظفر بطائل . فقلت : من العجب إنا والمعتزلة نوجب الإمامة ، ونحكم بالحاجة إليها في كل زمان ، ونقطع بخطأ من أوجب الاستغناء عنها في حال بعد النبي ( صلى الله عليه وآله ) ، وهم دائما يشنعون علينا بالقول في الغيبة ، ومرور الزمان بغير ظهور إمام ، وهم أنفسهم يعترفون بأنهم لا إمام لهم بعد أمير المؤمنين ( عليه السلام ) إلى هذا الزمان ، ولا يرجون إقامة إمام في قرب هذا من الأوان ، فعلى كل حال نحن أعذر في القول بالغيبة ، وأولى بالصواب عند الموازنة للأصل الثابت من وجوب الإمام ، ولدفع الحاجة إليها في كل أوان . فقال : هؤلاء القوم وإن قالوا بالحاجة إلى الإمام فعذرهم واضح في بطلان الأحكام لعدم غيبة الإمام الذي يقوم بالأحكام ، وأنتم تقولون أن أئمتكم ( عليهم السلام ) قد كانوا ظاهرين إلى وقت زمان الغيبة عندكم ، فما عذركم في ترك إقامة الحدود وتنفيذ الأحكام . فقلت له : إن هؤلاء القوم وإن اعتصموا في تضييع الحدود والأحكام بعد الأئمة الذين يقومون بها في الزمان ، فإنهم يعترفون بأن في كل زمان طائفة منهم من أهل الحل والعقد قد جعل إليهم إقامة الإمام الذي يقوم بالحدود وتنفيذ الأحكام ، فما عذرهم عن كفهم عن إقامة الإمام وهم موجودون معروفو الأعيان ،
453
نام کتاب : مناظرات في العقائد والأحكام نویسنده : الشيخ عبد الله الحسن جلد : 1 صفحه : 453