نام کتاب : مناظرات في العقائد والأحكام نویسنده : الشيخ عبد الله الحسن جلد : 1 صفحه : 451
فقلت له : إن الشيعة وإن كانت في وقتنا كثيرا عددها ، حتى تزيد على عدة أهل بدر أضعافا مضاعفة ، فإن الجماعة التي عدتهم عدة أهل بدر إذا اجتمعت ، فلم يسع الإمام التقية ووجب عليه الظهور ، لم تجتمع في هذا الوقت ، ولا حصلت في هذا الزمان بصفتها وشروطها ، وذلك إنه يجب أن يكون هؤلاء القوم معلوم من حالهم الشجاعة ، والصبر على اللقاء ، والإخلاص في الجهاد ، إيثار الآخرة على الدنيا ، ونقاء السرائر من العيوب ، وصحة العقول ، وإنهم لا يهنون ولا ينتظرون عند اللقاء ، ويكون العلم من الله تعالى بعموم المصلحة في ظهورهم بالسيف ، وليس كل الشيعة بهذه الصفة ، ولو علم الله تعالى أن في جملتهم العدد المذكور على ما شرطناه لظهر الإمام ( عليه السلام ) لا محالة ، ولم يغب بعد اجتماعهم طرفة عين ، لكن المعلوم خلاف ما وصفناه ، فلذلك ساغ للإمام الغيبة على ما ذكرناه . قال : ومن أين لنا أن شروط القوم على ما ذكرت ، وإن كانت شروطهم هذه ، فمن أين لنا أن الأمر كما وصفت ؟ فقلت : إذا ثبت وجوب الإمامة وصحت الغيبة لم يكن لنا طريق إلى تصحيح الخبر إلا بما شرحناه ، فمن حيث قامت دلائل الإمامة والعصمة وصدق الخبر حكمنا بما ذكرناه . ثم قلت : ونظير هذا الأمر ومثاله ما علمناه من جهاد النبي ( صلى الله عليه وآله ) أهل بدر بالعدد اليسير الذين كانوا معه ، وأكثرهم أعزل راجل ، ثم قعد عليه وآله السلام في عام الحديبية ومعه من أصحابه أضعاف أهل بدر في العدد ، وقد علمنا أنه ( صلى الله عليه وآله ) مصيبا في الأمرين جميعا ، وأنه لو كان المعلوم من أصحابه في عام الحديبية ما كان المعلوم منهم في حال بدر لما وسعه القعود والمهادنة ، ولوجب عليه الجهاد كما وجب عليه قبل ذلك ، ولو وجب عليه ما تركه لما ذكرناه من العلم بصوابه
451
نام کتاب : مناظرات في العقائد والأحكام نویسنده : الشيخ عبد الله الحسن جلد : 1 صفحه : 451