responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مناظرات في العقائد والأحكام نویسنده : الشيخ عبد الله الحسن    جلد : 1  صفحه : 429


المناظرة الستون مناظرة الإمام الصادق ( عليه السلام ) مع عبد الله بن الفضل الهاشمي في الحكمة من غيبة الإمام المهدي ( عليه السلام ) روي عن عبد الله بن الفضل الهاشمي قال : سمعت الصادق ( عليه السلام ) يقول : إن لصاحب هذا الأمر غيبة لا بد منها ، يرتاب فيها كل مبطل .
قلت له : ولم جعلت فداك ؟
قال : لأمر لا يؤذن لي في كشفه لكم .
قلت : فما وجه الحكمة في غيبته ؟
قال : وجه الحكمة في غيبته ، وجه الحكمة في غيبات من تقدمه من حجج الله [1] تعالى ذكره ، إن وجه الحكمة في ذلك لا ينكشف إلا بعد ظهوره [2] ، كما لم



[1] راجع : كمال الدين وتمام النعمة للصدوق : ج 1 ص 127 - 153 ( في الحكمة من غيبات بعض الأنبياء ( عليهم السلام ) ) .
[2] إن مفاد هذه الرواية الشريفة هو عدم معرفة وجه الحكمة من غيبته الشريفة حتى يظهر عجل الله فرجه الشريف ، فحينئذ يتبين للناس وجه الحكمة من غيبته ، إلا أن هناك مجموعة من الروايات الشريفة والتي ذكرها الشيخ الصدوق عليه الرحمة في كمال الدين : ج 1 ص 479 - 482 ( ب علة الغيبة ) قد أفصحت عن بعض أوجه الحكمة من غيبته : وهي على طوائف خمس على حسب ما تتبعته عاجلا وهي : الطائفة الأولى : كرواية علي بن الحسن بن علي بن فضال ، عن أبيه ، عن أبي الحسن بن موسى الرضا ( عليه السلام ) أنه قال : كأني بالشيعة عند فقدهم الثالث ( الرابع ن ل ) من ولدي كالنعم يطلبون المرعى فلا يجدونه ، قلت له : ولم ذاك يا بن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ؟ قال : لأن إمامهم يغيب عنهم ، فقلت : ولم ؟ قال : لئلا يكون لأحد في عنقه بيعة إذا قام بالسيف . الطائفة الثانية ( وهي رواية واحدة ) : ما روي عن حنان بن سدير ، عن أبيه ، عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال : إن للقائم منا غيبة يطول أمدها ، فقلت له : يا بن رسول الله ولم ذلك ؟ قال : لأن الله عز وجل أبى إلا أن تجري فيه سنن الأنبياء ( عليهم السلام ) في غيباتهم ، وإنه لا بد له يا سدير من استيفاء مدد غيباتهم ، قال الله تعالى : * ( لتركبن طبقا عن طبق ) * - الانشقاق : 9 - أي سنن من كان قبلكم . الطائفة الثالثة : كرواية زرارة عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال : للقائم غيبة قبل قيامه ، قلت : ولم ؟ قال : يخاف على نفسه الذبح . الطائفة الرابعة : ( وهي التي ذكرها أيضا الشيخ الصدوق عليه الرحمة في كمال الدين : ج 2 ص 641 ب 54 ) عن إبراهيم الكرخي قال : قلت لأبي عبد الله ( عليه السلام ) : أصلحك الله ألم يكن علي ( عليه السلام ) قويا في دين الله عز وجل ؟ قال : بلى . قال : فكيف ظهر عليه القوم ، وكيف لم يدفعهم وما يمنعه من ذلك ؟ قال : آية في كتاب الله عز وجل منعته قال : قلت وأية آية هي ؟ قال : قوله عز وجل : * ( لو تزيلوا لعذبنا الذين كفروا منهم عذابا أليما ) * إنه كان لله عز وجل ودائع مؤمنون في أصلاب قوم كافرين ومنافقين ، فلم يكن علي ( عليه السلام ) ليقتل الآباء حتى يخرج الودائع فلما خرجت الودائع ظهر على من ظهر فقاتله ، وكذلك قائمنا أهل البيت ( عليهم السلام ) لن يظهر أبدا حتى تظهر ودائع الله عز وجل فإذا ظهرت ظهر على من يظهر فقتله . الطائفة الخامسة : وهي ما روي عن أبي جعفر ( عليهم السلام ) محمد بن علي أنه قال : إذا اجتمع للإمام عدة أهل بدر ثلاث مائة وثلاثة عشر وجب عليه القيام والتغيير . ( بحار الأنوار : ج 10 ص 49 ح 18 ) . فمفاد هذه الطوائف الخمس هي أن أوجه الحكمة خمسة أمور في عدم ظهوره حتى يأذن الله له بالخروج صلوات الله عليه وهي : 1 - لئلا يكون لأحد في عنقه بيعة إذا قام بالسيف . 2 - لكي تجري فيه سنن الأنبياء السابقين في غيباتهم واستيفائها . 3 - إنه ( عليه السلام ) يخاف على نفسه الذبح لو خرج قبل أوان خروجه المناسب . 4 - إنه لن يظهر ( عليه السلام ) حتى تظهر ودائع الله ( كما في رواية أخرى : ودائع مؤمنون في أصلاب قوم كافرين ) . 5 - إنه ( عليه السلام ) لا يظهر حتى تتكامل عدة أصحابه عدة أهل بدر ثلاث مائة وثلاثة عشر رجلا ، وهم أصحاب الألوية ، وهم حكام الله في أرضه على خلفه . . . الخ كما في رواية المفضل بن عمر عن الإمام الصادق ( عليه السلام ) ( بحار الأنوار : ج 52 ص 326 ح 42 ) . فما هو وجه الجمع بين رواية الهاشمي التي مفادها عدم معرفة الحكمة من غيبته حتى يظهر ، وبين تلك الطوائف الخمس في بيان الحكمة من الغيبة ؟ نقول : لعل الرواية الأولى ناظرة إلى عدم انكشاف تمام العلة من غيبته لا بعضها ، ولا مانع من بيان بعض وجوه الحكمة كما في الطوائف الخمس ، وتبقى الحكمة الأصل خافية علينا في غيبته حتى يظهر عجل الله فرجه ، فلا تنافي بين الروايات والله العالم .

429

نام کتاب : مناظرات في العقائد والأحكام نویسنده : الشيخ عبد الله الحسن    جلد : 1  صفحه : 429
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست