نام کتاب : مناظرات في العقائد والأحكام نویسنده : الشيخ عبد الله الحسن جلد : 1 صفحه : 368
قلت : إنه أخذ هذا البيت عن أبي طالب وضمنه في قصيدته في مدح الرسول ، وإذا ما تجاوزنا كل هذا ، هناك أيضا قصة استسقاء أبي طالب وعبد المطلب واستعانتهما بالرسول وهو لا زال طفلا ، وهي قصة مشهورة ، وهذا دليل واضح على إيمانهما له بالنبوة والرسالة الخاتمة من قبل أن تعرض قضية رسالته ، فهما كانا يعلمان منذ اليوم الأول ما لهذا الطفل من منزلة وقرب عند الله . كانت قد مرت على الناس سنتان لا ينزل عليهم الغيث ، وأتت عليهم مجاعة ، فأخذ أبو طالب هذا الطفل وتوجه به إلى الكعبة وقسم على الله به وقال : " اللهم بحق هذا الطفل أنزل علينا غيث رحمتك " . لم تمض ساعة إلا وغمامة سوداء قد غطت سماء مكة وأمطرت عليهم مطرا غزيرا حتى خافوا أن يجرف السيل بيت الله . لما تذكر أبو طالب هذه القصة ، قال في مدح الرسول : وأبيض يستسقى الغمام بوجهه * ثمال اليتامى عصمة للأرامل يلوذ به الهلاك من آل هاشم * فهم عنده في نعمة وفواضل وميزان عدل لا يخيس شعيرة * ووزان صدق وزنه غير هائل [1] لم أكن قد أتممت كلامي حتى وجدت الصف كله مصغيا لأشعار أبي طالب ذات المغزى العميق ، وهناك رن الجرس فجأة معلنا انتهاء الدرس ، وتنفس المدرس الصعداء ، ومع هذا فحينما خرجت من الصف التفت إلي باحترام وقال : إنني لأشعر بالارتياح لوجود طالب مثلك بين طلابي له مثل هذه المعرفة بمواضيع العقيدة والتاريخ ويستدل بهذه الطريقة الحسنة ، وإني لأفتخر بطالب
[1] إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري للقسطلاني : ج 2 ص 237 - 238 ، الخصائص الكبرى : ج 1 ص 86 ، السيرة الحلبية : ج 1 ص 190 .
368
نام کتاب : مناظرات في العقائد والأحكام نویسنده : الشيخ عبد الله الحسن جلد : 1 صفحه : 368