نام کتاب : مناظرات في العقائد والأحكام نویسنده : الشيخ عبد الله الحسن جلد : 1 صفحه : 312
ولكم جميعا حرية المناقشة فيما نعرضه من أدلة ، وأظن أن صدورنا جميعا مما تتسع لها للموضوعية التي أعهدها في إخواني العلماء . وإذا سمحت - يا سيدي السائل - وجهت إليك ببعض الأسئلة تمهيدا للجواب - عسى أن نتفق على الأوليات - ماذا تريد من كلمة العصمة التي أثبتها للنبي ( صلى الله عليه وآله ) واستكثرتها على أهل البيت ( عليهم السلام ) كما تنطوي عليه صيغة سؤالك ؟ قال : أريد بالعصمة استحالة صدور الخطأ أو السهو أو النسيان أو الكذب أو أي ذنب عليه ما دام في مقام التبليغ . قلت : طبعا تريد بالاستحالة هنا الاستحالة العادية لا العقلية . قال : طبعا . قلت : ولكن الشيعة يا سيدي - أو جل علمائهم على الأقل - يوسعون في مفهومها إلى غير مقام التشريع ، وربما أوضحنا وجهة نظرهم في ثنايا الحديث ، ولا يهم الفصل فعلا في هذه التوسعة ، إذ يكفينا لسد حاجتنا الفعلية أن نؤمن بها في خصوص مقام التبليغ . ولكن ، هل تسمح لي بسؤال آخر : ما هي الضرورة التي تدعو إلى الإيمان بعصمة النبي ( صلى الله عليه وآله ) حتى بهذا المقدار ؟ قال : الإيمان بالعصمة هو الذي يولد اليقين بكون ما يأتي به إنما هو من عند الله عز وجل ، ومع تجويز الكذب والسهو والنسيان والغفلة عليه لا يبقى موضع ليقين في حكاية ما يبلغه عن الواقع ، ومع دخول التشكيك يسقط اعتبار النبوة من الأساس . قلت - واسمحوا لي أن استطرد قليلا بهذا السؤال - : وهل كان يفرق الرأي
312
نام کتاب : مناظرات في العقائد والأحكام نویسنده : الشيخ عبد الله الحسن جلد : 1 صفحه : 312