نام کتاب : مناظرات في العقائد والأحكام نویسنده : الشيخ عبد الله الحسن جلد : 1 صفحه : 205
فأطرق مليا ثم رفع رأسه فقال : كفى بمكانهما من رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) كرما وفخرا ، أما علمت أنهما ضجيعاه في قبره ، فأي حجة تريد أوضح من هذا ؟ فقال له فضال : إني قلت ذلك لأخي ، فقال : والله لئن كان الموضع لرسول الله ( صلى الله عليه وآله ) دونهما فقد ظلما بدفنهما في موضع ليس لهما فيه حق ، وإن كان الموضع لهما فوهباه لرسول الله ( صلى الله عليه وآله ) لقد أساءا وما أحسنا ، إذ رجعا في هبتهما ونسيا عهدهما . فأطرق أبو حنيفة ساعة ثم قال له : لم يكن له ولا لهما خاصة ، ولكنهما نظرا في حق عائشة وحفصة فاستحقا الدفن في ذلك الموضع بحقوق ابنتيهما . فقال له فضال : قد قلت له ذلك فقال : أنت تعلم أن النبي ( صلى الله عليه وآله ) مات عن تسع نساء ، ونظرنا فإذا لكل واحدة منهن تسع الثمن ، ثم نظرنا في تسع الثمن ، فإذا هو شبر في شبر ، فكيف يستحق الرجلان أكثر من ذلك ، وبعد فما بال عائشة وحفصة ترثان رسول الله وفاطمة بنته تمنع الميراث ؟ ! فقال أبو حنيفة : يا قوم ! نحوه عني فإنه رافضي [1] خبيث [2] .
[1] كان على أبي حنيفة أن يقرع الحجة بالحجة والدليل بالدليل لا أن يستخدم أسلوب العنف والتهويل في مقاطعة خصمه إذ أن ذلك قبيح صدوره ممن له أدنى دراية ومعرفة فكيف بمن في مقام عالم بالفقه والحديث - كأبي حنيفة ، فكان عليه في منطق البحث وميزان المناظرة أن يتلطف في جواب مناظره ورده بما يناسب حجته لا أن يشتمه ويطرده إذ أن ذلك مما ينافي المجلس العلمي وعدم مراعاة لآداب المناظرة ، والحق ضالة المؤمن يأخذها أنى وجدها . [2] الإحتجاج للطبرسي : ج 2 ص 382 ، الفصول المختارة : ج 1 ص 44 - 45 ، كنز الفوائد للكراجكي : ج 1 ص 294 - 295 ، الخرائج والجرائح للراوندي : ج 1 ص 243 - 244 ، بحار الأنوار : ج 10 ص 231 ح 2 و ج 47 ص 400 ح 2 .
205
نام کتاب : مناظرات في العقائد والأحكام نویسنده : الشيخ عبد الله الحسن جلد : 1 صفحه : 205