نام کتاب : مناظرات في العقائد والأحكام نویسنده : الشيخ عبد الله الحسن جلد : 1 صفحه : 178
إن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) مسلم ؟ فقال : لا يسعني غير ذلك . فقلت له : أفتقول إنه يكون مسلما من لم يسلم ؟ فقال : إن قلت بأنه أسلم ، لزمني الإقرار بأنه قبل إسلامه لم يكن مسلما ، ولكني أقول : إنه ولد مسلما مؤمنا . فقلت : هذا كقولك إنه ولد حيا قادرا ، وهو يؤديك إلى أن الله تعالى خلق فيه الإسلام والإيمان ، كما خلق فيه القدرة والحياة ، ويدخل بك في مذهب أهل الجبر ، ويبطل عليك القول بفضيلة أمير المؤمنين ( عليه السلام ) في الإسلام ، وما يستحق عليه من الأجر . فاختر لنفسك : إما القول بأن إسلامه وإيمانه فعل الله سبحانه ، وأنه ولد مسلما ومؤمنا ، وإن ساقك إلى ما ذكرناه . وإما القول بأن الله تعالى أوجده حيا قادرا ثم آتاه عقلا ، وكلفه بعد هذا ، فأطاع ، وفعل ما أمر به مما يستحق جزيل الأجر على فعله ، فإسلامه وإيمانه من أفعاله الواقعة بحسب قصده وإيثاره ، وإن أدراك في وجوده قبل فعله إلى ما وصفناه . فحيره هذا الكلام ، ولم يجد فيه حيلة من جواب . ومما يجب أن يكلم به في هذه المسألة أهل الخلاف ، أن يقال لهم : لم زعمتم أنه لم يسلم إلا من كان كافرا ؟ فإن قالوا : لأن من صح منه وقوع الإسلام فهو قبله عار منه ، وإذا عري منه كان على ضده ، وضده الكفر .
178
نام کتاب : مناظرات في العقائد والأحكام نویسنده : الشيخ عبد الله الحسن جلد : 1 صفحه : 178