نام کتاب : مناظرات في العقائد والأحكام نویسنده : الشيخ عبد الله الحسن جلد : 1 صفحه : 136
فقام رجل من مجلس زين العابدين ( عليه السلام ) لما ذكر هذا ، وقال له : يا بن رسول الله ! كيف يكون هذا لعلي ؟ إنما يكون هذا للأنبياء لا لغيرهم . فقال زين العابدين ( عليه السلام ) : هذا هو معجزة لمحمد رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) لا لغيره ، لأن الله تعالى إنما رفعه بدعاء محمد ، وزاد في نور بصره أيضا بدعاء محمد ، حتى شاهد ما شاهد وأدرك ما أدرك . ثم قال له الباقر ( عليه السلام ) : يا عبد الله ! ما أكثر ظلم كثير من هذه الأمة لعلي بن أبي طالب ( عليه السلام ) ، وأقل إنصافهم له ؟ ! يمنعون عليا ما يعطونه ساير الصحابة ، وعلي أفضلهم ، فكيف يمنع منزلة يعطونها غيره ؟ ! قيل : وكيف ذاك يا بن رسول الله ؟ قال : لأنكم تتولون محبي أبي بكر بن أبي قحافة ، وتبرؤون من أعدائه كائنا من كان ، وكذلك تتولون عمر بن الخطاب ، وتتبرؤون من أعادئه كائنا من كان ، وتتولون عثمان بن عفان ، وتتبرؤون من أعادئه كائنا من كان ، حتى إذا صار إلى علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) ، قالوا : نتولى محبيه ، ولا نتبرأ من أعدائه بل نحبهم ! ! فكيف يجوز هذا لهم ، ورسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يقول في علي ( عليه السلام ) : اللهم وال من والاه ، وعاد من عاداه ، وانصر من نصره ، واخذل من خذله " [1] أفترونه لا يعادي من عاداه ؟ ! ولا يخذل من يخذله ؟ ! ليس هذا بإنصاف [2] ! !
[1] راجع : مسند أحمد بن حنبل : ج 1 ص 219 ، و ج 4 ص 281 و ج 5 ص 370 ، مجمع الزوائد : ج 9 ص 107 ، كنز العمال : ج 13 ص 104 ح 36342 و ص 138 ح 36437 و ص 170 ح 36515 ، البداية والنهاية : ج 5 ص 211 و ص 212 و ج 7 ص 335 ، وغيرها الكثير . [2] إذ أن مقتضى المحبة ومن لوازمها أيضا هو محبة محب المحبوب - كما قيل : ألف عين لأجل عين تكرم - ومعاداة عدو المحبوب ، فإن محبة المحبوب وموالاة أعدائه لا تجتمعان ، قال الشاعر : تود عدوي ثم تزعم أنني * صديقك ، إن الرأي عنك لعازب وقال شاعر آخر : صديق صديقي داخل في صداقتي * صديق عدوي ليس لي بصديق فإذا كان هذا هو مقتضى الصداقة والأخوة ، فكيف بمن هم ولاة الدين وحماته ، ومن كان أخا لرسول الله ( عليه السلام ) ونفسه بنص الآية الشريفة * ( وأنفسنا وأنفسكم ) * ذلك هو أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) ، أضف إلى ذلك نص الأدلة الآمرة بولايته ومعاداة أعدائه ، والبراءة منهم ، وأن المحب له ( عليه السلام ) محبا لرسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، وأن مبغضه مبغضا له ( صلى الله عليه وآله ) وأن بغض أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ومحبة رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) لا يجتمعان ، وإليك بعض الأحاديث في ذلك على سبيل المثال : 1 - قوله ( صلى الله عليه وآله ) : محبك محبي ومبغضك مبغضي . ( كنز العمال : ج 11 ص 622 ح 33023 ) . 2 - قوله ( صلى الله عليه وآله ) : يا علي كذب من زعم أنه يحبني ويبغضك . ( ميزان الاعتدال : ج 3 ص 596 ترجمة رقم : 7707 ، لسان الميزان : ج 5 ص 206 ترجمة رقم : 722 ، كتاب المجروحين لابن حيان : ج 2 ص 310 ) . 3 - قوله ( صلى الله عليه وآله ) : من أحب عليا فقد أحبني ، ومن أبغض عليا فقد أبغضني ، ومن أبغضني فقد أبغض الله . ( سلسلة الأحاديث الصحيحة للألباني : ج 3 ص 288 ، كنز العمال : ج 11 ص 601 ح 32902 و ص 622 ح 33024 ، مجمع الزوائد : ج 9 ص 132 ) . 4 - قوله ( صلى الله عليه وآله ) : هذا وليي وأنا وليه ، عاديت من عاداه وسالمت من سالمه . 5 - قوله ( صلى الله عليه وآله ) : عدوك عدوي ، وعدوي عدو الله عز وجل . 6 - قول أمير المؤمنين ( عليه السلام ) : يهلك في ثلاثة : اللاعن والمستمع المقر ، وحامل الوزر ، وهو الملك المترف ، الذي يتقرب إليه بلعنتي ، ويبرأ عنده من ديني ، وينتقص عنده حسبي ، وإنما حسبي حسب رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، وديني دينه ، وينجو في ثلاثة : من أحبني ، ومن أحب محبي ، ومن عادى عدوي ، فمن أشرب قلبه بغضي أو ألب على بغضي ، أو انتقصني ، فليعلم أن الله عدوه وخصمه ( وجبرئيل ) والله عدو للكافرين ( شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد : ج 4 ص 105 - 107 ) .
136
نام کتاب : مناظرات في العقائد والأحكام نویسنده : الشيخ عبد الله الحسن جلد : 1 صفحه : 136