نام کتاب : من عنده علم الكتاب ؟ نویسنده : الشيخ جلال الصغير جلد : 1 صفحه : 87
ومواصفات امتلكتها ، هي التي جعلتها بالتالي تمثل الصورة العليا في الإسلام . ومن العجيب أن بعض المفسرين يشير إلى أن لفظة المسلمين أراد بها مطلق أهل الإسلام , دون أن يلتفت إلى تقدم لفظة الذين آمنوا على لفظة المسلمين ، مما يميز الكلمة هنا عن كلمة الإسلام في سورة الحجرات : " قالت الأعراب أمنا قل لم تؤمنوا ولكن قولوا أسلمنا ولما يدخل الإيمان في قلوبكم " [1] فهنا تقدم الإسلام على الإيمان لأنه إسلام كل الناس ، ولذلك نهى من ادعاء الإيمان ، أما في هذه الآية فنحن نرى العكس حيث تقدم لفظ الإيمان على الإسلام ، مما يجعل هذه الصفوة تمثل عصارة الإسلام . ولولا حظنا بقية المواصفات بدقة لرأينا أن هؤلاء من أهل العصمة ، وذلك لما أشير هنا إلى مواصفات مطلقة ، وإذا ما كان وسط الشئ يعني أفضله كما يقول صاحب اللسان حيث يعقب : ومنه الحديث : خيار الأمور أوساطها . [2] إذن لا بد وأن يكون ركوع هذه الأمة وسجودها وعبادتها وفعلها للخير ، ثم جهادها وإقامتها