نام کتاب : من عنده علم الكتاب ؟ نویسنده : الشيخ جلال الصغير جلد : 1 صفحه : 85
مع الفهم الذي أشرنا إليه من قبل بضرورة أن يكون للرسالة شاهد من بعد وفاة الرسول ( ص ) ، وذلك لما رأينا بأن قوله تعالى : " يا أيها النبي إنا أرسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا " [1] يشير إلى مهمة ودور لا إلى خصيصة ذاتية متعلقة برسول الله ( ص ) فحسب ، وهذه المهمة طالما أننا فهمناها بأنها تستدعي الحضور الوجودي ، بما وجدناه من آية عيسى ( ع ) : " وكنت عليهم شهيدا ما دمت فيهم فلما توفيتني كنت أنت الرقيب عليهم وأنت على كل شئ شهيد " [2] والتي تشير إلى استلزام حياة الشاهد ، الأمر الذي يحتم وجود الشاهد بعد حياة رسول الله ( ص ) يكمل دور الرسول ويؤدي إليه الشاهد كما أدت الأمم السالفة عبر أنبيائهم ( ع ) الشهادة لرسول الله ، وهذه الأمر يطرحه الفهم القرآني مرة بصورة الأمة الوسط كما في قوله تعالى : " وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا " [3] ، وأخرى بصورة خصائص ومواصفات هذه الأمة الوسط بالصورة التي عرضت له الآيتين الكريمتين : " يا أيها الذين أمنوا اركعوا واسجدوا واعبدوا ربكم