نام کتاب : من عنده علم الكتاب ؟ نویسنده : الشيخ جلال الصغير جلد : 1 صفحه : 51
على هؤلاء بأي حال من الأحوال . ورابعا : إن طبيعة الشهادة تحتاج إلى مواصفات أساسية ، فالشاهد ينبغي أن يكون أعلم الموجودين بشأن ما يشهد به ، وإذا كان مفاد الشهادة هو الرسالة ، فلا بد إذن من أن يكون هو الأعلم بهذه الرسالة ، سيما وأن بعض الآيات تتحدث عن تمكن الشاهد من الشهادة على بينات الله كما في قوله تعال : " أفمن كان على بينة من ربه ويتلوه شاهد منه " [1] وهذا أمر لا يمكن حصوله إلا من خلال علم استثنائي ، فالرسالة إن كانت تعبر عن العلم الإلهي في بعض صوره ، فالشاهد على تبليغه يفترض أن يكون علمه في مصافه ، وأن يكون كذلك فالواجب أن يكون تلقيه لهذا العلم من معدنه ، أي أن يكون من خلال الطرق التقليدية للتعليم ، وهذا ما يجعل الشاهد استثنائيا في علمه أيضا ، ولن يكون هذا الشخص بهذا المستوى إلا من خلال كونه شخصا قد اصطفاه الله لذلك . والشاهد لا بد وأن يكون عادلا في الإدلاء بشهادته بحيث أنه لا يكتمها مهما كانت الظروف ، فلا بد وأن يكون