responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : من عنده علم الكتاب ؟ نویسنده : الشيخ جلال الصغير    جلد : 1  صفحه : 125


ابن سليمان ، عن سدير [1] قال : كنت أنا وأبو بصير وميسر ويحيى البزاز وداود الرقي ي مجلس أبي عبد الله ( ع ) إذ خرج إلينا وهو مغضب ، فلما أخذ مجلسه قال : يا عجبا لأقوام يزعمون إنا نعلم الغيب وما يعلم [ الغيب ] إلا الله ، لقد هممت بضرب خادمتي فلانة ، فذهبت عني فما عرفتها في أي بيوت الدار هي ، [2] فلما



[1] كذا هو الصحيح ، وفي المصدر : محمد بن سليمان بن سدير ، وهو تصحيف ظاهر . مع العلم أن محمد بن سليمان هذا ضعيف .
[2] يتخذ تيار الانحراف من هذا المقدار من الرواية حجة على عدم علم الإمام ( ع ) ، وقد فصلنا الحديث عن ذلك في كتابينا القادمين : علم المعصوم ( ع ) ، والإمامة : بحث في الضرورة والمهام ، وبمقدار أقل في الطبعة الثانية في الفصل الأخير من كتابنا الولاية التكوينية ، الحق الطبيعي للمعصوم ( ع ) ، ولكن لا بد هنا من القول وبشكل موجز : بأن علم الإمام إنما ينقسم إلى قسمين ، فما يرتبط بالعلوم المتعلقة بشؤون الرسالة والهداية والدين فمما لا شك فيه أن لديه العلم كله ، وخلافه يؤدي إلى القول به ، فلا يمكن تصور إمام يمارس مهمة الإمامة الدينية ، وهو لا يملك العلم الشامل والتفصيلي بكل ما يتعلق بمادة إمامته ، لأن خلافه سيؤدي إلى القول بأن الحجية الإلهية الكاملة لم تنجز عليه . أما فيما يتعلق بالشؤون الخارجة عن مدار الإمامة كما في الموضوعات الخارجية غير المرتبطة بشؤون الدين ، فعلى رأي بعض القدامى بأنه ما من ضرورة لأن يعلمها بكل تفاصيلها ، ولكنه إن احتاجها علمها ، وهو مناط قولهم ( ع ) : إن احتجنا إلى العلم علمنا ، ولكن علمهم هنا لن يكون علما كسبيا ، وإنما يتم بطرق التعليم الخاصة بالعلم الإلهي كالإلهام أو النكث في القلوب ، أو النقر في الأسماع ، أو بتكليم ملك ، أو بإحالة الأشمل التي يعبر عنها بملازمة روح القدس لهم . وذلك ضمن تفصيل لا يتسع المجال له هنا . ولكن يشكل على ذلك أن نفس القول بعلم الإمامة لغرض الإمامة يستدعي امتداد هذا العلم إلى الموضوعات الخارجية بشقيها الفني والموضوعي ، ففي الشق الفني إن قلنا بأن وظيفتهم كأئمة تستدعي منهم أن يعلموا كل ما في القرآن لغرض بيانه ، فها هو القرآن يتحدث عن كثير من الأمور ذات المساس الواضع بهذه العلوم كالفلك والفسلجة والنبات وغيرها ، وحيث أن الإمام ملزم بالتبيان وجب علمه بكل التفاصيل المتعلقة بأمور كهذه ، أما في الجانب الموضوعي كمن قبيل الرواية أعلاه لو صحت دون ذيلها المناقض لصدرها ففيه أن الكثير من هذه الشؤون ترتبط بمهمة الإمامة مما يلحقها بالعلم الخاص ، وجميعها تدخل في شؤون الإمامة الشاهدة مما يجعل الحديث يتمايز العلم بالموضع الخارجي عن علم الإمامة سالب بانتفاء الموضوع ، وهذا هو الذي يسمونه بأعلم أحاديث في الليل والنهار ، ومما يدلل على هذا الأمر حديثنا القادم عن سورة القدر .

125

نام کتاب : من عنده علم الكتاب ؟ نویسنده : الشيخ جلال الصغير    جلد : 1  صفحه : 125
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست