نام کتاب : من المبدأ إلى المعاد في حوار بين طالبين نویسنده : الشيخ المنتظري جلد : 1 صفحه : 21
كل ظاهرة منوطٌ بعلل وشرائط مخصوصة ، ولكن في الوقت نفسه فإن نظام العلية والمعلولية المتصل بعضه ببعض في سلسلة ، مخلوق وخاضع لتدبير موجود غير متناه قد أوجده ، وأحدث فيه تناسقاً دقيقاً ، فصار جميع ما في هذا الكون مظهراً وشعاعاً لذلك الموجود اللا محدود العالم القدير وهو الله سبحانه وتعالى . إنّ جميع كائنات هذا العالم المادّي برغم اتصالها وارتباطها وفعلها وانفعالها ببعضها ، إلا إنّها بوصفها من الأمور الماديّة ، لها مقدار وبعد مكاني وزماني و يكون بعضها غائباً عن بعضها وكلها في عرض واحد ، إلا أنّ خالق الكون في طوله وأسمى منه ، ومحيطٌ به ، وإنّ وجود هذا العالم الفسيح ، وبقاءه رهن بإرادته الأزلية والسرمدية ، ( 1 ) ونعم ما قال الشاعر الفارسي : به اندك التفاتي زنده دارد آفرينش را * اگر نازى كند از هم فرو ريزند قالبها منصور : تعني أنّ المادّة وأشكالها وصورها المتنوّعة التي تشكّل لحمة الكون وسداه ، كلها مظهر وجود الله ، وانها وجدت بإرادته ، فكيف وجد المعدوم المحض بمجرَّد إرادة الله ؟ فهذا ما لا استوعبه ، فهل لديك مثال لتوضيح هذا المدّعى ؟ ناصر : ألم يتّفق لك يوماً ان كنت مستلقياً على ظهرك مغمض العينين ، منقبض الصدر ، فتصوّرت نفسك فجأةً مع رفقائك في حديقة جميلة واسعة ،
1 - قال تعالى : ( ولله ما في السماوات وما في الأرض وكان الله بكلّ شيء محيطاً ) ؛ النساء ( 4 ) : 126
21
نام کتاب : من المبدأ إلى المعاد في حوار بين طالبين نویسنده : الشيخ المنتظري جلد : 1 صفحه : 21