- لما روي في منهج الرشاد عن أبي الحسن موسى بن جعفر ( عليه السلام ) في حديث قال : من أفضل الشهداء درجة يوم القيامة من نصر الله ورسوله بظهر الغيب ورد عن الله ورسوله . أقول : وجه الاستشهاد ما أسمعناك مرارا من أن الدعاء بتعجيل فرج القائم ( عليه السلام ) ونصرته نصرة لله ولرسوله ( صلى الله عليه وآله ) فتدبر . المكملة للتسعين الفوز بالشفاعة الفاطمية - ويدل على ذلك ما روي في ثالث البحار ( 1 ) من تفسير فرات بن إبراهيم في حديث طويل عن النبي ( صلى الله عليه وآله ) ، قال ثم يقول جبرائيل : يا فاطمة سلي حاجتك فتقولين : يا رب شيعتي ، فيقول الله تعالى : قد غفرت لهم ، فتقولين يا رب شيعة ولدي فيقول الله قد غفرت لهم ، فتقولين يا رب شيعة شيعتي فيقول الله انطلقي ، فمن اعتصم بك فهو معك في الجنة . فعند ذلك تود الخلائق أنهم كانوا فاطميين ، الخبر . ولا ريب أن الدعاء في حق مولانا صاحب الزمان ( عليه السلام ) من أوضح أقسام الاعتصام بسيدة النسوان ، مضافا إلى أنه من علامات التشيع والمحبة ، فيكون سببا للفوز بهذه المكرمة إن شاء الله تعالى . فصل إعلم أن قضاء حاجة المؤمن من أفضل الأعمال ، وأحبها إلى الخالق المتعال وقد ورد لها في الأخبار المأثورة عن الأئمة الأطهار كثير من الفوائد والآثار ، ولا خفاء في أنه كلما كان ذلك المؤمن أفضل كان ثواب قضاء حاجته أعظم وأكمل ، والمراد بالحاجة ما يطلبه المؤمن من الأمور المشروعة مما يحصل له به دفع ضرر ، أو جلب منفعة دينية أو دنيوية . ولما كان الدعاء بتعجيل فرج مولانا ( عليه السلام ) من جملة الأمور التي طلبها ( عليه السلام ) من المؤمنين في التوقيع الشريف المروي عنه ( 2 ) الذي ذكرناه في صدر هذا الباب ، بقوله ( عليه السلام ) : وأكثروا الدعاء