والثاني : وجوب إطاعة أولي الأمر . والثالث : كون ذلك أفضل ما يتقرب به العباد إلى الله عز وجل . والرابع : كون الدعاء بتعجيل الفرج من مصاديق الإطاعة لهم ( عليهم السلام ) . أما الأول : فيدل عليه أخبار كثيرة من طرق الخاصة والعامة مذكورة في الكافي ( 1 ) وغيبة النعماني ، وكمال الدين ( 2 ) وغاية المرام ( 3 ) وتفسير البرهان والبحار ، والمناقب وغيرها ونكتفي في هذا المقام بذكر بعضها نقلا عن تفسير البرهان ( 4 ) بحذف الإسناد . - فعن جابر بن عبد الله الأنصاري قال : لما أنزل الله عز وجل على نبيه محمد ( صلى الله عليه وآله ) * ( يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم ) * قلت يا رسول الله ، عرفنا الله ورسوله ، فمن أولو الأمر الذين قرن الله طاعتهم بطاعتك ؟ فقال : هم خلفائي يا جابر ، وأئمة المسلمين من بعدي ، أولهم علي بن أبي طالب ، ثم الحسن ، ثم الحسين ، ثم علي بن الحسين ، ثم محمد بن علي المعروف في التوراة بالباقر ، وستدركه يا جابر ، فإذا لقيته فأقرئه مني السلام ثم الصادق جعفر بن محمد ، ثم موسى بن جعفر ، ثم علي بن موسى ، ثم محمد بن علي ، ثم علي بن محمد ، ثم الحسن بن علي ثم سميي ، وكنيي حجة الله في أرضه ، وبقيته في عباده ابن الحسن بن علي ، ذاك الذي يفتح الله تعالى ذكره على يديه مشارق الأرض ومغاربها ، ذاك الذي يغيب عن شيعته وأوليائه غيبة لا يثبت فيها على القول بإمامته إلا من امتحن الله قلبه للإيمان . قال جابر : فقلت له : يا رسول الله ، فهل يقع لشيعته الانتفاع به في غيبته ؟ فقال ( عليه السلام ) : أي والذي بعثني بالنبوة ، إنهم يستضيئون بنوره ، وينتفعون بولايته في غيبته ، كانتفاع الناس بالشمس وإن تجلاها سحاب . يا جابر ، هذا من مكنون سر الله ، ومخزون علمه فاكتمه إلا عن أهله . - وفيه ( 5 ) عن أبي بصير عن أبي جعفر ( عليه السلام ) ، في قول الله عز وجل * ( يا أيها الذين آمنوا
1 - 1 / 185 باب فرض طاعة الأئمة ( عليهم السلام ) . 2 - إكمال الدين : 1 / 253 باب 23 ح 3 . 3 - غاية المرام : 267 ح 10 ، إكمال الدين : 253 . 4 - تفسير البرهان : 1 / 381 سورة النساء : 59 ذيل ح 1 . 5 - تفسير البرهان : 1 / 383 / ح 10 .