نام کتاب : مفاهيم القرآن ( العدل والإمامة ) نویسنده : الشيخ السبحاني جلد : 1 صفحه : 435
الأشاعرة عندما وصل إلى تفسير قوله سبحانه : * ( ولما جاء موسى لميقاتنا وكلمه ربه قال رب أرني أنظر إليك . . . ) * [1] ، أخذ بتفسير الآية على مذاق الأشاعرة ، فلماذا كان سعي الطبرسي لإثبات معتقده خطأ ، ولكن كان سعي الرازي على ما يرويه من إثبات الرؤية [2] أمرا صحيحا ؟ ! وليس الرازي بمنفرد في هذا العمل ، بل التفاسير عامة مصبوغة بهذه الصبغة ، فإن لكل مفسر آراء ومعتقدات يراها عقائد صحيحة ، نزل بها الوحي أو دل عليه العقل ، ففي كل موضع يهتم بدعم عقائده واستعراض الآيات الدالة عليه حسب معتقده ، وليس ذلك أمرا خطأ إذا كان البحث موضوعيا هادئا ، وليس المترقب من كل مؤلف هادف إلا ذلك ، وإنما البغيض التعصب على الباطل مع العلم به . يقول الأستاذ الشيخ محمود شلتوت ، شيخ الأزهر في تقديمه لكتاب " مجمع البيان " : فليس من الإنصاف أن نكلف عالما مؤلفا بحاثة دراكة ، أن يقف من مذهبه وفكرته التي آمن بها موقف الفتور ، كأنه لا تهمه ولا تسيطر على عقله وقلبه ، وكل ما نطلبه ممن تجرد للبحث والتأليف ، وعرض آراء المذاهب وأصحاب الأفكار ، أن يكون منصفا ، مهذب اللفظ ، أمينا على التراث الإسلامي ، حريصا على أخوة الإيمان والعلم ، فإذا جادل ففي ظل تلك القاعدة المذهبية التي تمثل روح الاجتهاد المنصف البصير : " مذهبي صواب يحتمل الخطأ ، ومذهب غيري خطأ يحتمل الصواب " . وهذا هو تفسير " المنار " الذي طبق العالم صيته وصوته يستعرض آيات الأحكام ويستدل بها على ما يوافق مذهبه ، كما يستعرض آيات العقائد والمعارف
[1] الأعراف : 143 . [2] مفاتيح الغيب : 4 / 293 ، ط مصر في ثمانية أجزاء .
435
نام کتاب : مفاهيم القرآن ( العدل والإمامة ) نویسنده : الشيخ السبحاني جلد : 1 صفحه : 435