نام کتاب : مفاهيم القرآن ( العدل والإمامة ) نویسنده : الشيخ السبحاني جلد : 1 صفحه : 27
حاكية عن أنه سبحانه قائم بأعباء القسط في جميع المجالات تكوينا وتشريعا ، أما التكوين فقد وقفت على نماذج من التعادل الذي هو حجر الأساس لبقاء السماء والأرض واستقرار الحياة على وجه البسيطة . بقي الكلام في مظاهر عدله في عالم التشريع ، ولنذكر نماذج من ذلك : 1 - فرض سبحانه الصيام على كل مكلف ، وقال : * ( كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون ) * . [1] وفي الوقت نفسه استثنى المريض والمسافر ومن يصوم ببذل الجهد الكبير ، قال سبحانه : * ( فمن كان منكم مريضا أو على سفر فعدة من أيام أخر وعلى الذين يطيقونه فدية طعام مسكين ) * . [2] فأوجب على المريض والمسافر القيام بأعباء هذا التكليف بعد استعادة صحته أو رجوعه إلى الوطن ، كما أنه اكتفى فيمن يصوم ببذل جهد كبير كالهرم ، بالتكفير وإطعام مسكين . 2 - لا شك أن في القصاص حياة لأولي الألباب ، وفي المثل المعروف : " إن الدم لا يغسله إلا الدم " ، ومع ذلك كله فقد أجاز لولي الدم أن يسلك طريقا آخر وهو إبدال القصاص بالدية ، فقد شرع ذلك ، وقال : * ( فمن عفي له من أخيه شئ فاتباع بالمعروف وأداء إليه بإحسان ذلك تخفيف من ربكم ورحمة فمن اعتدى بعد ذلك فله عذاب أليم ) * [3] . فالإصرار على أحد الحكمين ربما يولد الحرج ، فخير ولي الدم بين القصاص وأخذ الدية حتى يتبع ما هو الأفضل والأصلح لتشفي القلوب واستقرار الصلح في المجتمع .