قميصا خلقا ، فأرادت أن تدفع إليه القميص المرقوع ، فتذكرت قوله تعالى : * ( لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون ) * ، فدفعت له الجديد ، فلما قرب الزفاف ، نزل جبرئيل ، وقال : " يا محمد ، إن الله يقرؤك السلام ، وأمرني أن أسلم على فاطمة ، وقد أرسل لها معي هدية من ثياب الجنة من السندس الأخضر " ، فلما بلغها السلام ، وألبسها القميص الذي جاء به لفها رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) بالعباءة ، ولفها جبرئيل بأجنحته ، حتى لا يأخذ نور القميص بالأبصار ، فلما جلست بين النساء الكافرات ومع كل واحدة شمعة ، ومع فاطمة - رضي الله عنها - سراج ، رفع جبرئيل جناحه ، ورفع العباءة ، وإذا بالأنوار قد طبقت المشرق والمغرب ، فلما وقع النور على أبصار الكافرات خرج الكفر من قلوبهن وأظهرن الشهادتين . 2 - بحار الأنوار ج 43 ص 69 عن بعض كتب المناقب : نقل عن الثعلبي في تفسيره ، بسنده عن ابن عباس في حديث ساقه . . . إلى أن قال : ثم التفت النبي ( صلى الله عليه وآله ) فقال : " من يزود الأعرابي وأضمن له على الله عز وجل زاد التقوى " ، قال : فوثب إليه سلمان الفارسي فقال : فداك أبي وأمي وما زاد التقوى ؟ قال : " يا سلمان ، إذا كان آخر يوم من الدنيا لقنك الله عز وجل قول شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله ، فإن أنت قلتها لقيتني ولقيتك ، وإن أنت لم تقلها لم تلقني ولم ألقك أبدا " ، قال : فمضى سلمان حتى طاف تسعة أبيات من بيوت رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) فلم يجد عندهن شيئا ، فلما أن ولى راجعا نظر إلى حجرة فاطمة ( عليها السلام ) فقال : إن يكن خير فمن منزل فاطمة بنت محمد ( صلى الله عليه وآله ) ، فقرع الباب فأجابته من وراء الباب : " من بالباب ؟ " فقال لها : أنا سلمان الفارسي ، فقالت له : " يا سلمان ، وما تشاء " فشرح قصة الأعرابي والضب مع النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، قالت له : " يا سلمان ، والذي بعث محمدا ( صلى الله عليه وآله ) بالحق نبيا إن لنا ثلاثا ما طعمنا ، وإن الحسن والحسين قد اضطربا علي من شدة الجوع ، ثم رقدا كأنهما فرخان منتوفان ، ولكن