نام کتاب : مع رجال الفكر نویسنده : السيد مرتضى الرضوي جلد : 1 صفحه : 331
قال حسان بن ثابت : إئذن لي أن أقول أبياتا سمعها فقال : قل على بركة الله ، فقام حسان فقال : يا معشر قريش اسمعوا قولي بشهادة من رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) . ثم أنشأ يقول : يناديهم يوم الغدير نبيهم * بخم وأسمع بالنبي مناديا فقال فمن مولاكم ونبيكم فقالوا : * ولم يبدوا هناك التعاميا الأبيات [1] وبعد أن شرحت هذا كله وجهت سؤالي إلى الكاتب المؤرخ عنه : أليست هذه النصوص يا أستاذ خالد دالة على إثبات خلافة الإمام علي ( عليه السلام ) . فسكت وقال : إن الإمام علي كان راضيا عن الخلفاء . فأجبته : إن الإمام ( عليه السلام ) لو كان راضيا عنهم كما تقول : لما قال - في الخطبة الشقشقية - التي وردت عنه ( عليه السلام ) في نهج البلاغة : " فصبرت وفي العين قذى ، وفي الحلق شجى ، أرى تراثي نهبا " [2] . والدليل عدم رضاه عنهم وسخطه عليهم هذه الخطبة [3] التي خطبها آنذاك ولو
[1] نظم درر السبطين في فضائل المصطفى والمرتضى والبتول والسبطين ص 110 - 111 ط العراق . [2] ابن أبي الحديد : في شرح نهج البلاغة : 1 / 55 طبعة الحلبي . [3] قال ابن أبي الحديد : وما أحسن ما عقب به عبد الله بن أحمد المعروف بابن الخشاب على زعم من زعم أن هذه الخطبة نحلها الشريف الرضي إياه عليه السلام بقوله : أنا للرضي ولغير الرضي هذا النفس وهذا الأسلوب : قد وقفنا على رسائل الرضي وعرفنا طريقته وفنه في الكلام المنثور ، وما يقع مع هذا الكلام في خل ولا خمر . والله لقد وقفت على هذه الخطبة في كتب صنفت قبل أن يخلق الرضي بمأتي سنة ولقد وجدتها مسطورة بخطوط أعرفها وأعرف خطوط من هو من العلماء من أهل الأدب قبل أن يخلق النقيب أبو أحمد والد الرضي . شرح النهج : 1 / 69 الطبعة الأولى طبعة الحلبي بمصر . وقال الأستاذ الدكتور عبد الفتاح محمد الحلو : الحلو من رجال التحقيق البارزين في مصر حقق كتبا كثيرة منها : ( ريحانة الألباء ) و ( التمثيل والمحاضرة ) للثعالبي و ( طبقات الشافعية ) و ( الجواهر المعنية ) وأجزاء من كتاب : ( تاج العروس ) طبع الكويت وأخيرا عهد إليه : بتحقيق كتاب ( عقد الدر في الإمام الثاني عشر ) وطبع بمطابع الأستاذ صلاح فهمي الدجوي صاحب مطابع الدجوي بالقاهرة . - المؤلف - في العدد 5 / 304 من مجلة كلية اللغة العربية والعلوم التي تصدرها جامعة ابن سعود في المملكة العربية السعودية ما يلي : " قلت : وجدت أنا كثيرا في هذه الخطبة في تصانيف شيخنا أبي القاسم البلخي إمام البغدادين من المعتزلة ، وكان في دولة المقتدر قبل أن يخلق الرضي بمدة طويلة . ووجدت أيضا كثيرا منها في كتاب أبي جعفر بن قبة أحد متكلمي الإمامية ، وهو الكتاب المشهور بكتاب " الإنصاف " وكان أبو جعفر هذا من تلامذة الشيخ أبي القاسم البلخي رحمه الله تعالى : ومات في ذلك العصر قبل أن يكون الرضي رحمه الله تعالى موجودا . " شرح نهج البلاغة " 1 / 205 ، 206 " . وإذا كان ابن الخشاب قد وثق هذه الخطبة ، ونفى وضع الرضي لها ، لأسلوبها الذي لا يستطيعه غير الإمام علي عليه السلام ، ولعثوره عليها هو وابن أبي الحديد في مصنفات وخطوط قبل أن يخلق الرضي ، فإني لا أجد مساغا للطعن فيها لما تضمنته من الكلام على صحابة رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) فإن المتتبع لمشكلة الخلافة من لدن قبض رسول الله في أوثق كتب أهل السنة ومراجع التاريخ يدرك مدى المرارة التي كان يحسها علي بن أبي طالب عليه السلام ، لحرمانه من الخلافة ، فقد كان يرى نفسه أحق بها وأهلا ، فما الذي يمنعه من إخراج هذه الشقشقة التي هدرت ثم قرت . وإذا كنا نسلم بأن الإمام عليا عليه السلام دفع إلى حرب طاحنة مع طلحة والزبير وعائشة ومعاوية ، ولهم قدرهم من الجلالة والصحبة ، وأن دماء كثيرة أريقت في هذه الحروب ، إذا كنا نسلم بأن الخصومة وصلت إلى مرحلة القتال ، فلم ننكر هذا التنفيس عن النفس المكلومة يصدر من الإمام علي ؟ ولم نحرم عليه أن يسجل تصوره لتتابع الحوادث بعد قبض رسول الله ، وهو نفسه يصرح بأنها " شقشقة هدرت ثم قرت " انتهى .
331
نام کتاب : مع رجال الفكر نویسنده : السيد مرتضى الرضوي جلد : 1 صفحه : 331