نام کتاب : مع رجال الفكر نویسنده : السيد مرتضى الرضوي جلد : 1 صفحه : 225
أما الإمام علي ، فهو إلى جانب علمه بأن الحجر الأسود لا يضر ولا ينفع من حيث هو حجر ، إلا أنه يعلم مكاشفة أن الله تعالى إذا أراد له أن يضر وينفع لضر ونفع بإرادة الله ، كيف لا وفيه سر ذلك العهد القديم الذي أخذه الله تعالى على أرواح بني آدم في عالم الذر قبل وجودها في عالم الأمر ! ؟ . وهو شاهد على بني آدم يوم القيامة [1] ؟ . وهنا قد يعترض فيقول : إذن هذا لا يعلل بالعقل ، فيرد عليه بأن كثيرا من الأحكام الشرعية لا تعلل بالعقل ، لأنه فوق إدراك العقل ، والدليل على ذلك أن مناسك الحج لا تعلل ، فلم يبدأ بالطواف من الحجر الأسود بالذات ؟ . ولم تجمع الحجار من المزدلفة بالذات لرجم إبليس ؟ إن لكل شئ سره ولكل مكان خصوصيته ! . فهناك إذن أمور في الاعتقاد أو في التشريع اختص الإمام علي رضي الله عنه وذريته من بعده بعلمها ، وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء . ولذلك لا ينبغي أن يغفل المسلمون من غير الشيعة عن قيمة تراث الشيعة في العقائد وفي الفقه ، فهذا التراث يروي عن آل البيت رضي الله عنهم ، وهم أئمة في الفقه والتشريع ، وسادة لهم فضلهم ومكانتهم في قلوب المسلمين على اختلافهم . لذا كان سرورنا عظيما بتلك الحركة الناهضة المباركة التي يصطلح بها الأخ الصديق السيد مرتضى الرضوي صاحب مكتبة النجاح بالنجف الأشرف بالعراق بنشر أمهات الكتب في عقائد الشيعة وفقههم . فإن استمرار هذه الحركة من شأنه أن
[1] عن ابن عباس رضي الله عنه ، عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، قال في الحجر : " والله ليبعثنه الله يوم القيامة له عينان يبصر بهما ، ولسان ينطق به يشهد على من استلمه بحق " رواه الترمذي وحسنه ، " المرجع نفسه 2 / 149 " .
225
نام کتاب : مع رجال الفكر نویسنده : السيد مرتضى الرضوي جلد : 1 صفحه : 225