نام کتاب : مع رجال الفكر نویسنده : السيد مرتضى الرضوي جلد : 1 صفحه : 222
الغربي أراد في عصرنا هذا أن يوسع هوة الخلاف بين السنة والشيعة ، وبذلك تصاب الأمة الإسلامية بداء الفرقة والانقسام ، فأوحى إلى بعض المستشرقين من رجاله بتوخي هذا الفن باسم البحث الأكاديمي الحر . ومما يؤسف له أشد الأسف أن بعض الباحثين من المسلمين في العصر الحاضر تابع أولئك المستشرقين في آرائهم دون أن يتفطن إلى حقيقة مراميهم . والشيعة اسم كان يطلق قديما على كل من شايع عليا رضي الله عنه ، وقال بإمامته وذريته من بعده نصا ووصاية ، وهو يطلق الآن على الاثني عشرية خاصة . والشيعة عموما يستندون في تشيعهم للإمام علي رضي الله عنه إلى شواهد من الكتاب والسنة . والاتفاق بين السنة والشيعة في أصول العقائد ظاهر جلي ، وذلك إذا استثنينا مسألة الإمامة ، إذ يرى أهل السنة أنها قضية مصلحية تناط باختيار العامة على ، حين يراها الشيعة قضية أصولية ، وأن الإمام المنصوص عليه هو علي رضي الله عنه ، وأن الإمامة لا تخرج من أولاده ، وإن خرجت فبظلم أو تقية ، وتنحصر الإمامة عندهم في اثني عشر إماما . والاتفاق بين السنة والشيعة في الأحكام الفقهية واضح بين ، وذلك إذا استثنينا الخلاف حول بعض الأحكام الفروعية ، مثل " نكاح المتعة " الذي ثبت نسخة عند أهل السنة ولم يثبت عند الشيعة . ولم لا يقع الاتفاق بين السنة والشيعة في أصول العقائد والأحكام الفقهية إذا كان المصدر الذي يستمد منه كلاهما واحدا وهو : " الكتاب والسنة ؟ . إن مدى الخلاف الموجود بين السنة والشيعة ليس فيما يبدو لنا بأبعد مما هو موجود مثلا بين مذهبي الإمام مالك وأتباعه من أهل الحديث ، والإمام أبي حنيفة
222
نام کتاب : مع رجال الفكر نویسنده : السيد مرتضى الرضوي جلد : 1 صفحه : 222