نام کتاب : مطارحات في الفكر والعقيدة نویسنده : مركز الرسالة جلد : 1 صفحه : 67
حيث ولى بعضهم الأدبار ، ثم ألم يسمع هذا الزاعم بالرزية كل الرزية على حد تعبير حبر الأمة عبد الله بن عباس ؟ ! وذلك : أن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم طلب دواة ليكتب لهم كتابا لن يضلوا بعده - على حد تعبيره صلوات الله وسلامه عليه - فاختلفوا وتنازعوا ، وقالوا قولة منكرة : إنه هجر ، حتى اضطر أنصاره فلطفوها بعبارة ( قد غلب عليه الوجع ) ، وإليك ذلك في صحاحهم : جاء في صحيح البخاري " لما حضر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وفي البيت رجال فيهم عمر بن الخطاب قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم : هلم أكتب لكم كتابا لا تضلوا بعده ، فقال عمر : إن النبي قد غلب عليه الوجع وعندكم القرآن : حسبنا كتاب الله ، فاختلف أهل الدار فاختصموا ، منهم من يقول قربوا يكتب لكم النبي كتابا لن تضلوا بعده ، ومنهم من يقول ما قال عمر ، فلما أكثروا اللغو والاختلاف عند النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قوموا . . . [1] . ثم أين صاحب الإشكال من قضية سرية أسامة ، ومخالفتهم له صلى الله عليه وآله وسلم في أكثر من مورد فيها ، حتى اضطر صلى الله عليه وآله وسلم إلى أن يخرج وهو في شدة مرضه ويجمعهم ويخطب فيهم قائلا : أنفذوا جيش أسامة ، لعن الله من تخلف عن جيش أسامة [2] . وأما مخالفاتهم بعد موته صلوات الله وسلامه عليه وآله وتبديلهم
[1] صحيح البخاري 1 : 37 كتاب العلم و 8 : 161 كتاب الاعتصام و 6 : 11 - 12 . وصحيح مسلم 3 : 1257 / 1637 آخر الوصية . ومسند أحمد بن حنبل 1 : 32 . [2] الملل والنحل ، للشهرستاني 1 : 29 . وقريبا منه في : الطبقات الكبرى ، لابن سعد 2 : 248 . والكامل في التأريخ ، لابن الأثير 2 : 218 . ومغازي الواقدي 2 : 1121 .
67
نام کتاب : مطارحات في الفكر والعقيدة نویسنده : مركز الرسالة جلد : 1 صفحه : 67