نام کتاب : مطارحات في الفكر والعقيدة نویسنده : مركز الرسالة جلد : 1 صفحه : 56
وأما كونه افتراء على زرارة فهو من الواضح جدا ، لأن لسان الروايات الواردة في هذا الشأن برجال الكشي ، خلاصتها : أن زرارة أرسل ابنه عبيدا من الكوفة إلى المدينة على أثر وفاة الإمام الصادق عليه السلام ، ليسأل عن الخبر ، إذ ورد الخبر إلى الكوفة بوفاة الصادق عليه السلام سنة 148 ه ، واختلف بعض عوام الشيعة في معرفة الإمام بعده . وهذا ليس شيئا نكرا ، ولا يقول أحد من الشيعة أن جميع الشيعة في جميع عصور الأئمة عليهم السلام يعلمون بتواتر النص على إمامة الأئمة الاثني عشر وبأسمائهم عليهم السلام . وإنما نقول : إن الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم قد أخبر بأن الخلفاء من بعده اثنا عشر - كما سيأتي في الحديث الثاني - ، ثم عين لجابر الأنصاري ، وسلمان الفارسي ، وحذيفة ( رضي الله عنهم ) وغيرهم . بأن هؤلاء هم الأئمة الاثنا عشر ، كما روى ذلك القندوزي في ينابيع المودة ، والزرندي في نظم درر السمطين ، والخوارزمي الحنفي في مقتل الإمام الحسين عليه السلام ، وتواتر ذلك عند علماء الشيعة ، فرووا النص بأسمائهم عليهم السلام ، وليس من المنكر أن يجهله بعضهم ، لظروف الأئمة عليهم السلام في ذلك العصر ، لا سيما في عصر الإمام الكاظم عليه السلام الذي اشتدت فيه البلية على الشيعة بزج فرعون هذه الأمة هارون إمام الأمة في ظلمات السجون ، حتى قضى نحبه شهيدا ينادى على جثمانه الطاهر - من على جسر بغداد - : هذا إمام الرافضة ! ! أوينكر هذا ؟ ! فلا غرو إذن أن يحصل لبعض الشيعة في المدينة المنورة وغيرها شئ من الجهل المؤقت في إمامة الإمام الكاظم عليه السلام ، بل وقد حصل أكثر منه
56
نام کتاب : مطارحات في الفكر والعقيدة نویسنده : مركز الرسالة جلد : 1 صفحه : 56