نام کتاب : مطارحات في الفكر والعقيدة نویسنده : مركز الرسالة جلد : 1 صفحه : 39
تؤمر به يعذبك ربك ، فاصنع لنا صاعا من طعام واجعل عليه رجل شاة ، وأملا لنا عسا من لبن ثم أجمع لي بني عبد المطلب حتى أكلمهم وأبلغهم ما أمرت به ، ففعلت ما أمرني به ثم دعوتهم له وهم يومئذ أربعون رجلا يزيدون رجلا أو ينقصونه ، فيهم أعمامه أبو طالب والحمزة والعباس وأبو لهب . . . . . فلما أكلوا وشربوا ، قال الطبري : " فتكلم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقال : يا بني عبد المطلب إني والله ما أعلم شابا في العرب جاء قومه بأفضل ما جئتكم به ، إني جئتكم بخير الدنيا والآخرة ، وقد أمرني الله تعالى أن أدعوكم إليه ، فأيكم يؤازرني على هذا الأمر على أن يكون أخي ووصيي وخليفتي فيكم . قال - أي الإمام علي عليه السلام - : فأحجم القوم عنها جميعا ، فقلت وإني لأحدثهم سنا ، وأرمصهم عينا . . أنا يا نبي الله أكون وزيرك عليه ، فأخذ برقبتي ثم قال صلى الله عليه وآله وسلم : إن هذا أخي ووصيي وخليفتي فيكم فاسمعوا له وأطيعوا ، قال - أي الإمام علي عليه السلام - فقام القوم يضحكون ، ويقولون لأبي طالب قد أمرك أن تسمع لابنك وتطيع . . " [1] . ومن هذه الرواية يتضح لنا أن أول عملية لإعداد الأمة من أجل قبول الإمام علي عليه السلام ، وصيا وخليفة ، قد تمت في الوسط الخاص ، ( عشيرة النبي المقربين ) وكان ذلك جنبا إلى جنب مع التبشير برسالته والإعلان عن نبوته وبعثته صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله . ثم اتخذت عملية إعداد الأمة منحى آخر يوم كان ابن عم الرسول صلوات الله عليهما متفانيا بكل ما يملك من أجل الرسالة ، مستبسلا في
[1] تاريخ الطبري 3 : 218 - 219 . راجع تفصيل الرواية وأسانيدها في : ما نزل من القرآن في علي ، لأبي نعيم - جمع الشيخ المحمودي : 155 . وتفسير الخازن 3 : 371 .
39
نام کتاب : مطارحات في الفكر والعقيدة نویسنده : مركز الرسالة جلد : 1 صفحه : 39