نام کتاب : مطارحات في الفكر والعقيدة نویسنده : مركز الرسالة جلد : 1 صفحه : 34
ويصل الأمر أحيانا إلى أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم عندما يخص بأكلة لا يطيق أن يأكلها لوحده ، ثم هو لا يكتفي بأن يدعو الله إلى أن يشاركه الإمام علي عليه السلام بتلك الأكلة ، بل يجعلها مناسبة لبيان مقام الإمام علي عليه السلام ومنزلته ، فعن أنس بن مالك قال : " كان عند النبي طير - وفي بعض الروايات طائر مشوي [1] - فقال صلى الله عليه وآله وسلم : اللهم ائتني بأحب خلقك إليك يأكل معي هذا الطير ، فجاء علي فأكل معه . . " [2] . ومن . الملفت للنظر أن بعض الروايات تنقل أن محاولة جرت لصرف علي عند مجيئه إلى بيت الرسول صلى الله عليه وآله وسلم بعد دعوته تلك ، ولكنها فشلت بتدخل الرسول نفسه على ما نقله ابن كثير [3] . ويستفاد من هذه الرواية - كما هو ظاهر - أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أراد أن يرسخ ويؤكد أن الإمام عليا عليه السلام هو أحب الخلق إلى الله تعالى أيضا [4] . كل ذلك يدل بما لا يدع مجالا للشك على أن التربية التي خص بها نبينا محمد صلى الله عليه وآله وسلم الإمام علي عليه السلام ، كانت تهدف إلى إعداده وتهيئته لمسؤولية قيادة الأمة ، وليس لمجرد أن يكون أحد أركانها ورجالها البارزين . إذ وجدنا الرسول القائد صلى الله عليه وآله وسلم يتعهد جمعا من صحابته بالتربية والتثقيف والرعاية ، ولكن ليس بمستوى العناية والرعاية التي اتبعت مع الإمام علي عليه السلام ، مما يكشف أن المسؤولية المنوطة بالإمام علي عليه السلام هي
[1] البداية والنهاية 7 : 351 . [2] التاج الجامع للأصول 3 : 336 . [3] البداية والنهاية 7 : 351 - 352 . [4] غاية المأمول شرح التاج الجامع للأصول 3 : 336 ، الهامش ( 6 ) . قال عن الحديث " وفيه أن عليا رضي الله عنه أحب الخلق إلى الله تعالى " .
34
نام کتاب : مطارحات في الفكر والعقيدة نویسنده : مركز الرسالة جلد : 1 صفحه : 34