نام کتاب : مطارحات في الفكر والعقيدة نویسنده : مركز الرسالة جلد : 1 صفحه : 162
ومن هنا تجمعت دواوين الحديث لديهم ، الصحاح والسنن والمسانيد ، فاختلط بالصحيح كذب وباطل كثير ، ابتلوا به إثر تلك السياسة الظالمة الجاهلة الجائرة التي صورت لهم الحق باطلا والباطل حقا ! مخالفتهم للسنة العملية : أما في السنة العملية ، فلقد خالفها أئمة العامة كثيرا ، عامدين ، وعن علم ، كما فعل عمر بحذف " حي على خير العمل " من الأذان ، وكما فعل عثمان بترك التقصير في الصلاة في موسم الحج ، وفي زيادة الأذان يوم الجمعة ، وغسل القدمين في الوضوء بدل المسح ، وغيرها كثير ، وكما عمد إليه معاوية من تعمد تبديل السنن خلافا للإمام علي عليه السلام فنقص التكبير في الصلاة ، ومنع التلبية في الحج ، ورسخ ما ابتدعه المتقدمون ، وجاء أنصاره فوضعوا في ذلك أحاديث كثيرة تدعيما لما أشاعوه . فمما حفظته مصادرهم الموثقة : أن الحجاج السفاك قام خطيبا يعلم الناس الوضوء ! فأمرهم بغسل القدمين ثلاثا وشدد على ذلك ، حتى قام أنس بن مالك ، الصحابي خادم الرسول صلى الله عليه وآله وسلم فقال : صدق الله ، وكذب الحجاج ! قال الله : ( وامسحوا برؤوسكم وأرجلكم ) [1] . وهكذا خلطوا السنة العملية بالباطل والبدع كما صنعوا بالسنة القولية
[1] المائدة 5 : 6 . وتكذيب أنس للحجاج في مسألة الوضوء في تفسير الطبري 10 : 58 / 11475 و 11476 و 11477 . وأحكام القرآن ، لابن العربي 2 : 577 . والناسخ والمنسوخ ، لابن العربي 2 : 198 . والمحرر الوجيز ، لابن عطية الأندلسي 5 : 48 . وتفسير الرازي 11 : 161 . والجامع لأحكام القرآن ، للقرطبي المالكي 6 : 92 . وتفسير ابن كثير 2 : 27 قال : ( إسناده صحيح ) . والدر المنثور 3 : 28 أورده عن سعيد بن منصور وابن أبي شيبة وغيرهم .
162
نام کتاب : مطارحات في الفكر والعقيدة نویسنده : مركز الرسالة جلد : 1 صفحه : 162