نام کتاب : مطارحات في الفكر والعقيدة نویسنده : مركز الرسالة جلد : 1 صفحه : 127
والسؤال : لماذا لم يذكر الله عز وجل أمير المؤمنين عليه السلام باسمه الشريف في هذه الآية ، بينما عبر عنه بصورة الجمع ، مما كان ذلك مدعاة لحثالة من النواصب أن يصرفوها عن الإمام علي عليه السلام ما استطاعوا ؟ ! والجواب على الإيجاز والاختصار - وهو للسيد شرف الدين في مراجعاته الخالدة - : إن الجمع هنا يفيد التعظيم حيث يستوجب ، ونكتة ألطف وأدق وهي إنما جاء التعبير بالجمع مع إرادة المفرد بقيا منه تعالى على كثير من الناس الذين لا يطيقون سماعها بصيغة المفرد ، فالحكمة اقتضت مراعاة هؤلاء ، لكي لا يصدر منهم ما تخشى عواقبه من التضليل والتمويه . ولا يبعد أن تكون آية التطهير وآية إكمال الدين وإتمام النعمة ورضى الرب سبحانه ، قد وضعت على ما هي عليه اليوم لنفس تلك الحكمة ، هذا مع القول بالترتيب التوقيفي الذي لم يثبت تواتره ، وأما مع القول الآخر ، فإن ذا الحجى يدرك غايته . وإذا ما عرفت هذا ، فاعلم أن المراد برواية الكافي هو جمع القرآن الكريم على ترتيب نزول آياته ، ويدل عليه ما أخرجه الشيخ المفيد بسنده عن الإمام الباقر عليه السلام أنه قال : إذا قام قائم آل محمد صلى الله عليه وآله وسلم ضربت فساطيط لمن يعلم الناس القرآن على ما أنزله الله جل جلاله ، فأصعب ما يكون على من حفظه اليوم ، لأنه يخالف التأليف [1] أي : الترتيب . ومعلوم من لسان روايات كثيرة أن مصحف الإمام المهدي ( عجل الله