نام کتاب : مطارحات في الفكر والعقيدة نویسنده : مركز الرسالة جلد : 1 صفحه : 12
وهكذا سار موكب النور قرونا موغلة في القدم ، يبلغ رسالات ربه ، وكل شعاع منه أضاء لقوم في زمن محدود . حتى إذا ما بلغ الظلام أشده والجهل منتهاه ، واتخذ الناس أربابا من دون الله ، وسجدوا سفاهة لكل حجر ومدر ! ! بعث خاتم الأنبياء والمرسلين أبو القاسم محمد صلى الله عليه وآله وسلم مبشرا ، ومنذرا ، وهاديا مهديا ، وداعيا إلى صراط مستقيم ، ومنقذا للناس كافة ( وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين ) [1] ، فلا نبي ولا رسول بعد ( رسول الله وخاتم النبيين ) [2] ، ولا يقبل غير دينه العظيم ( ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين ) [3] . ولا يخفى على أحد أن للمسلمين تجاه هذا الدين القويم مذاهب ومشارب شتى ، وطبقا لحديث ( الفرقة الناجية ) [4] فإن جميعها - من غير هذه ( الفرقة ) - لا يعبر عن واقع الدين ، لاستحالة ترسمها جميعا محض الحق ، لما اشتملت عليه من تناقضات لا يتعقل كونها من الدين الخاتم . والدين متى ما أدخل فيه ما ليس منه ، أو أخرج عنه ما هو منه بفتنة عمياء ، لم يكن دينا ملبيا لحاجات الإنسان ، ولا مخاطبا لعقله وسمو تفكيره ، لأنه دين اختلط فيه السليم بالسقيم الذي هو من صنع أهل البدع والأهواء . وأما الدين الحق الذي لم تكن فيه لأهل البدع والأهواء يد ، فلا شك
[1] الأنبياء 21 : 107 . [2] الأحزاب 33 : 40 . [3] آل عمران 3 : 85 . [4] جاء في الروايات المتظافرة " أن الأمة ستفترق إلى ثلاث وسبعين فرقة واحدة ناجية والباقي في النار . . " راجع هذه الرواية في الاعتصام ، للشاطبي 2 : 189 .
12
نام کتاب : مطارحات في الفكر والعقيدة نویسنده : مركز الرسالة جلد : 1 صفحه : 12