نام کتاب : مسائل خلافية حار فيها أهل السنة نویسنده : الشيخ علي آل محسن جلد : 1 صفحه : 81
كما نصت عليه الآية المباركة في هارون عليه السلام . وقال الإيجي في الرد على ذلك : الجواب : منع صحة الحديث ، أو المراد استخلافه على قومه في قوله ( اخلفني في قومي ) لاستخلافه على المدينة ، ولا يلزم دوامه بعد وفاته . . . كيف والظاهر متروك ، لأن من منازل هارون كونه أخا ونبيا [1] . والجواب : أن الحديث صحيح السند ، بل هو متفق عليه ، بل هو متواتر ، ويكفي في الدلالة على أنه صحيح ومتفق عليه أنه مروي في الصحيحين ، ونص على صحته كثير من حفاظ الحديث كالترمذي والحاكم والذهبي وغيرهم ، حتى ابن تيمية وابن حزم اللذان أنكرا كل فضيلة لأمير المؤمنين عليه السلام لم يسعهما إنكار هذا الحديث ، ونص على تواتره السيوطي في ( قطف الأزهار المتناثرة ) والكتاني في ( نظم المتناثر ) ، والزبيدي في ( لقط اللآلئ المتناثرة ) وغيرهم . وأما قوله : لا يلزم دوامه بعد وفاته فهو مكابرة ، لأن النبي لم يقيد هذه المنزلة بحال الحياة ، أو بتلك الواقعة ، بل هي في الحديث مطلقة شاملة لكل الأزمنة ، وفي كل الوقائع . وقوله : ( كيف والظاهر متروك ، لأن من منازل هارون كونه أخا ونبيا ) مردود بأن الظاهر صحيح ، أما كونه أخا فهي صفة ثابتة لأمير المؤمنين عليه السلام بنص حديث المؤاخاة [2] واعتراف علماء أهل السنة به [3] .
[1] المواقف ، ص 406 . [2] أخرج الترمذي في سننه 5 / 636 ح 3720 وحسنه ، عن ابن عمر قال : آخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بين أصحابه ، فجاء علي تدمع عيناه ، فقال : يا رسول الله آخيت بين أصحابك ولم تؤاخ بيني وبين أحد . فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : أنت أخي في الدنيا والآخرة . المستدرك 3 / 14 . مشكاة المصابيح 3 / 1720 ح 6084 . البداية والنهاية 7 / 348 . فضائل الصحابة 2 / 617 ح 1055 وغيرها . [3] قال النووي في تهذيب الأسماء واللغات 1 / 344 ت 429 في ترجمة أمير المؤمنين عليه السلام : ( وهو أخو رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمؤاخاة وصهره على فاطمة سيدة نساء العالمين ) . وقال السيوطي في تاريخ الخلفاء ، ص 132 : ( وعلي رضي الله عنه أحد العشرة المشهود لهم بالجنة ، وأخو رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمؤاخاة ) .
81
نام کتاب : مسائل خلافية حار فيها أهل السنة نویسنده : الشيخ علي آل محسن جلد : 1 صفحه : 81