نام کتاب : مسائل خلافية حار فيها أهل السنة نویسنده : الشيخ علي آل محسن جلد : 1 صفحه : 236
ما هي الفرقة الناجية ؟ تمهيد : لقد جاءت الأحاديث الصحيحة المروية عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم منذرة بافتراق الأمة إلى فرق كثيرة ، وتشعبها إلى طوائف مختلفة ، كلها في النار إلا واحدة . وقد وقع ما أخبر به الصادق الأمين صلى الله عليه وآله وسلم ، فافترقت هذه الأمة إلى فرق كثيرة يكفر بعضها بعضا ، ويستحل بعضها دم بعض . وصارت كل فرقة تدعي أنها هي الفرقة المحقة ، وأن أتباعها هم الناجون دون غيرهم من طوائف الأمة ، وغدت كل طائفة تنافح في إثبات ذلك بكل ما أوتيت من جهد وقوة ، فاختلقت الأحاديث الكثيرة التي تنتصر بها كل فرقة على غيرها من الفرق ، وألفت كثير من الكتب المملوءة بالأحاديث الموضوعة المكذوبة على النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، وصارت كل فرقة تحتج على غيرها بأقوال تنسبها للنبي صلى الله عليه وآله وسلم ، فزادت الفتنة ، وعظمت المحنة ، وخفي الحق ، وانتشر الباطل ، وصار الناس في ظلمة عمياء ، إذا أخرج المرء فيها يده لم يكد يراها . إلا أن الحق لا تختفي أنواره ، ولا تندثر آثاره ، فأعلامه لائحة ، ودلائله واضحة ، فإن الآيات القرآنية والأحاديث النبوية الصحيحة تصدح بالحق وتصدع بالهدى ، إلا أن مبتغي الحق يلزمه ألا يتعصب للمخلوقين ، وأن يجانب هواه ، وأن يفر من عبادة السادة والكبراء ، وينأى عن تقليد الأجداد والآباء .
236
نام کتاب : مسائل خلافية حار فيها أهل السنة نویسنده : الشيخ علي آل محسن جلد : 1 صفحه : 236