نام کتاب : مسائل خلافية حار فيها أهل السنة نویسنده : الشيخ علي آل محسن جلد : 1 صفحه : 16
السنة وبدلوا السيرة فهم ملوك وإن تسموا بالخلفاء [1] . وعليه تكون خلافة النبوة أكثر من ثلاثين سنة ، لاتفاقهم على أن عمر بن عبد العزيز كان يعمل بالسنة ، ولعدهم إياه من الخلفاء الراشدين ، مع أنهم لم يذكروه من ضمن من كانت خلافتهم خلافة نبوة . ومنهم من قال : إن المراد بالخلافة في حديث سفينة هي الخلافة الحقة أو المرضية لله ورسوله ، أو الكاملة ، أو المتصلة [2] . وعليه فتكون خلافة النبوة هي خلافة أمير المؤمنين الإمام علي عليه السلام وابنه الحسن عليه السلام فقط دون غيرهما ، لما سيأتي في الفصل الثاني عند الحديث في خلافة أبي بكر . ولو سلمنا أن خلافة الأربعة كانت مرضية لله ورسوله أو كاملة أو غير ذلك فلا بد أن يضاف إليها عندهم خلافة عمر بن عبد العزيز ، فتكون خلافة النبوة حينئذ أكثر من ثلاثين سنة . والصحيح أن يقال في هذا الحديث على تقدير صحته : إن خلافة النبوة لا يمكن أن يراد بها إلا الخلافة التي كانت بنص النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، فمن استخلفه النبي صلى الله عليه وآله وسلم على الأمة فهو خليفة النبي ، وخلافته هي خلافة النبوة ، ومن لم يستخلفه واستخلفه الناس فهو خليفتهم ، والنبي صلى الله عليه وآله وسلم استخلف عليا عليه السلام ، وسيأتي ذكر النصوص الدالة على ذلك في الفصل المذكور إن شاء الله تعالى . وعليه يكون معنى حديث سفينة : إن خلافة النبوة - وهي خلافة علي بن أبي طالب عليه السلام - تستمر إلى ثلاثين سنة ، ثم يتولى أمور المسلمين الملوك . وعدم تمكن أمير المؤمنين عليه السلام من تولي أمور المسلمين ، أو عدم اتباع الناس له إلا النفر القليل لا يسلب عنه الخلافة بعد حكم الشارع المقدس بها ونصه
[1] ذكر ذلك الإمام البغوي في شرح السنة 14 / 75 ، والمناوي في فيض القدير 3 / 509 . [2] هذا القول للملا علي القاري في مرقاة المفاتيح 9 / 271 .
16
نام کتاب : مسائل خلافية حار فيها أهل السنة نویسنده : الشيخ علي آل محسن جلد : 1 صفحه : 16