نام کتاب : مرقد الإمام الحسين ( ع ) نویسنده : السيد تحسين آل شبيب جلد : 1 صفحه : 73
السلطة وقيادة الأمة . لذلك لم يجد الإمام الحسين ( عليه السلام ) بدا من الموافقة على طلب أهل العراق بالخروج إليهم ، على الرغم من المخاطر الجسيمة التي كانت تحف به ، وهو على يقين بأن هؤلاء القوم لا يفون له ، لكنه ( عليه السلام ) أراد أن يلقي الحجة على قوم عابوا على أخيه الحسن من قبل بعد أن صالح معاوية عندما وجد فيهم التخاذل والتقاعس . قرر الإمام الحسين ( عليه السلام ) الخروج إلى العراق على الرغم من تحذيرات بعض الناس له ، ومنعه من الخروج ، لكنه ( عليه السلام ) أصر على الخروج ، لأنه كان يرى في أفق لا ترى الناس مثله ، فعندما منعته أم سلمة من الخروج ، قال لها : " إني والله مقتول وإن لم أخرج للعراق " . ثم سار الركب متوجها إلى العراق ، إلى الأرض ذات التربة الحمراء التي أبكت رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، إلى أرض كربلاء التي كانت على موعد مع الملحمة التاريخية التي أخبر عنها رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) عن الأمين جبرئيل ( عليه السلام ) . لقد شهدت كربلاء دم آل الرسول يسيل على بطائحها وهم مجندلون على رمضائها ، لقد شهدت كربلاء أراذل عبيد الله بن زياد وهم يجولون على صدر الحسين ، وآخرين يتسابقون لإحراق خيم آل الرسول ( صلى الله عليه وآله وسلم ) . . ومن بين صخب القوم وضجيجهم يخرج صوت يشق عباب صحراء كربلاء : " يا محمداه ، صلى عليك ملائكة السماء ، هذا الحسين بالعراء ، مرمل بالدماء ، مقطع الأعضاء ، وبناتك سبايا وذريتك مقتلة تسفي عليها الرياح " [1] . نعم لقد كان صوت العقيلة زينب ( عليه السلام ) يصك السمع ، ويخترق الحجب ، ولا زالت صحراء كربلاء تردد صداه على مر الزمن والتاريخ " واثكلاه ، ليت الموت