نام کتاب : مرقد الإمام الحسين ( ع ) نویسنده : السيد تحسين آل شبيب جلد : 1 صفحه : 129
لباس السواد بالخضرة . ففي عهده تمتعت الشيعة بنصيب كبير من حرية الرأي ، وفي زمنه ازدادت المناظرات العقائدية والفلسفية ، فأصبح لرجال الشيعة الحرية في إبداء آرائهم ومناظرة مخالفيهم ، وقد اعترف المأمون بسبقهم الفكري والعقائدي . أما ما يخص الحائر الحسيني فقد أعاد المأمون موضع القبر المطهر ، وبنى عليه بناء شامخا بقي حتى سنة 232 ه [1] . الحائر الحسيني في عهد المتوكل بقيت عمارة المأمون طيلة عهد المعتصم والواثق ، والشيعة لا تزال في تلك الفترة تتمتع بنصيب وافر من الحرية في زيارة القبر الشريف ، حتى تبوء المتوكل عرش الخلافة في سنة 232 ه ، وفي عهده بدأ في تضييق الخناق على الشيعة ، وقد حذا حذو جده الرشيد في متابعة العلويين والتنكيل بهم ، فقد وصفه ابن الأثير فقال عنه : " وكان شديد البغض لعلي بن أبي طالب ( عليه السلام ) ، ولأهل بيته ، وكان يقصد من يبلغه أنه يتولى عليا وأهله ، يأخذ المال والدم " [2] . ولم يكتف بذلك حتى امتدت أياديه الآثمة لتطال الضريح المقدس للحسين ( عليه السلام ) ، ففي الفترة من 232 - 247 ه كان القبر الشريف عرضة للهدم والتخريب عدة مرات ، مع إقامة المسالح على الطرق المؤدية إلى كربلاء للترصد ، ومراقبة من يأتي لزيارته ، وأمر بإنزال العقوبات الشديدة على من يخالف أمره . وقد وصف أبو الفرج الأصفهاني هذه الفترة بقوله : " وكان المتوكل شديد
[1] تاريخ كربلاء : 162 . [2] الكامل في التاريخ 17 : 56 .
129
نام کتاب : مرقد الإمام الحسين ( ع ) نویسنده : السيد تحسين آل شبيب جلد : 1 صفحه : 129