نام کتاب : مرقد الإمام الحسين ( ع ) نویسنده : السيد تحسين آل شبيب جلد : 1 صفحه : 125
كان يغيظ الرشيد ولا يروق له ، ثم أخذ يتعقب العلويين تحت كل حجر ومدر ، وكان يعترف بأعماله الشائنة هذه ، فكان يقف على قبر أمير المؤمنين علي ( عليه السلام ) فيقول : " أنا والله أعرف فضلك وسابقتك ، وبك والله جلست مجلسي الذي أنا فيه ، وأنت أنت ، ولكن ولدك يؤذونني ويخرجون علي " [1] . وفي رواية عبد الله بن حازم بن خزيمة ، قال : خرجنا مع الرشيد من الكوفة نتصيد ، فصرنا إلى ناحية الغريين والثوية وذكر نحو المتن ، ثم قال : إن أمير المؤمنين خرج إلى الرقة وأنا معه ، فقال ذات ليلة ونحن بالرقة بعد سنة : يا ياسر تذكر ليلة الغريين ؟ قلت : نعم ، يا أمير المؤمنين ، قال : أتدري قبر من ذاك ؟ قلت : لا ، قال : قبر أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ، فقلت : يا أمير المؤمنين تفعل هذا بقبره وتحبس أولاده ! فقال : ويلك ، إنهم يؤذونني ويحوجوني إلى ما أفعل بهم " [2] . لقد كان العباسيون يعترفون بفضل أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) ، وسابقته في الإسلام ، وأن عرش الخلافة الذي تبوؤا مقعده لا يمكن أن يصير إليهم إلا من طريق علي وآل علي ( عليه السلام ) حيث استغلوا عواطف الشيعة تجاه البيت العلوي ، فبثوا دعاتهم بين أوساطهم ، بحجة إعادة الأمر إلى أصحابه الشرعيين ، والدعوة إلى الرضا من آل محمد ، ثم استحوذوا على مقاليد الحكم ، وبعد ذلك عاثوا في الأرض فسادا ، وكان للعلويين في عهدهم نصيب كبير من الاضطهاد والجور ، حتى قبورهم لم تسلم من العبث والتخريب . ففي بداية الأمر أراد الرشيد التنكيل بالخدم والسدنة