نام کتاب : مرقد الإمام الحسين ( ع ) نویسنده : السيد تحسين آل شبيب جلد : 1 صفحه : 115
صلاته وأجر ذلك لمن زار قبره ( عليه السلام ) " [1] . فبعد هذا البيان الضافي يتضح لدى الباحث النابه سر فضيلة زيارة قبر الحسين ( عليه السلام ) ومبلغ انتسابها إلى الله تعالى ، الذي أصبح صاحبها أكثر دنوا واقترابا من العلي الأعلى ، أليس هذا القبر هو مثوى حبيبه وابن حبيبه والداعي إليه ، والدال عليه ، والباذل دون سبيله أهله ونفسه ونفيسه ، والواضع دم مهجته في كفه تجاه إعلاء كلمته ، ونشر توحيده ، وتحكيم معالمه ، وتوطيد طريقه وسبيله ؟ لقد أصبح قبر الحسين ( عليه السلام ) صرحا شامخا يهتدي بهديه الصالحون ، ويقر له المعاندون والمخالفون بعدما عرفوا هذا الكنز المصون عادوا إليه معتذرين تائبين ، فروي عن سليمان الأعمش أنه قال : كنت نازلا بالكوفة ، وكان لي جار وكنت آتي إليه وأجلس عنده فأتيت ليلة جمعة إليه ، فقلت له : يا هذا ما تقول في زيارة الحسين ؟ فقال لي : هي بدعة ، وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار ، قال سليمان : فقمت من عنده وأنا ممتلئ عليه غيضا فقلت في نفسي : إذا كان وقت السحر أتيته وأحدثه شيئا من فضائل الحسين ( عليه السلام ) فإذا أصر على العناد قتلته ، قال سليمان : فلما كان وقت السحر أتيته وقرعت عليه الباب ودعوته باسمه ، فإذا بزوجته تقول لي : إنه قصد إلى زيارة الحسين من أول الليل . قال سليمان : فسرت في أثره إلى زيارة الحسين ( عليه السلام ) فلما دخلت إلى القبر فإذا بالشيخ ساجد لله عز وجل وهو يدعو ويبكي في سجوده ويسأله التوبة والمغفرة ، ثم رفع رأسه بعد زمان طويل فرآني قريبا منه ، فقلت له : يا شيخ بالأمس كنت تقول : زيارة الحسين ( عليه السلام ) بدعة ، وكل بدعة ضلالة ، وكل ضلالة في النار ، واليوم أتيت تزوره ؟ فقال : يا سليمان لا تلمني . فإني ما كنت أتيت لأهل