responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مدينة النجف نویسنده : محمد علي جعفر التميمي    جلد : 1  صفحه : 269


الشارع المحيط بالصحن الحيدري المطهر ( * ) كان حديث إصلاح النجف ، وتوسيع شوارعها ، وتنشيط الحركة العمرانية فيها ، وإقامة العمارات الجميلة في شوارعها الجديدة من الأحاديث التي تشغل أفكار المخلصين والشاعرين من أبناء النجف ورجالها ، والحازمين من رجالات الإدارة الذين اشتغلوا في النجف وفي كربلاء من عهد بعيد ، وأمد مديد ، وقد عرف الناس كلهم ، وشاع بينهم جميعهم في فترات متعددة ، ومناسبات مختلفة ، أن الخارطة قد وسمت ، وأن الخطة للعمل قد عينت ، والطريقة المقتضية قد أوضحت ، ثم يصل الحديث إلى التحدث عن موعد التنفيذ ، وساعات المباشرة بالعمل ، ثم تطوى صحائف هذه الأحاديث " اللذة " ويلف هذا المشروع ، وتمر مدة طويلة . . . ثم يتكرر من جديد ، وتعود الأحاديث تداعب الأفكار ، وتراود الأذهان ، وهكذا دواليك .
ولما أن استلم إدارة شؤون لواء كربلاء معالي الأستاذ القدير السيد عبد الرسول الخالصي ووقف على شؤون اللواء المختلفة انبعث الموضوع من جديد ، وبعث الأمر من مقبرة الإضبارات إلى عالم المذاكرت والمداولات ، والاتصالات والمراجعات وأخذ معاليه يزور النجف بين حين وآخر ، وآونة وأختها ، ويلاحظ المشروع الذي يروم تنفيذه عن كثب ، ويتفقد ما يحيط به من مستلزمات ومقتضيات ، وما تدعو إليه المصلحة من موجبات ، ثم جلب معه المهندسين واطلع على الخرائط السابقة ورسم آخر خارطة للمشروع ، وقر الرأي - بعد استشارة المراجع المختصة وأخذ رأيها وموافقتها في الموضوع - على المباشرة بالعمل .
وأخيرا بوشر بالعمل ونفذ المشروع على يده الكريمة وأصبح هذا الشارع من الشوارع الجميلة في النجف الأشرف وقد أقيمت على جانبيه العمارات البديعة .
ويعد هذا المشروع الجبار بالنسبة إلى مدينة النجف من أهم المشاريع العمرانية وهذا العمل الخطير يستوجب الثناء والشكر للقائمين به ، ويدعو إلى التقدير والإكبار لأن الاصلاح من ألزم الواجبات ، والعمران في مقدمة الضرورات ، وتوسيع الشوارع من الأمور التي يتطلبها الزمن ، وتقتضيها حاجة العصر ، والجمود يؤدي إلى الفناء ، والحركة - على كل حال - مجلبة للبركة .


* مجلة الغري السنة العاشرة العدد 15 سنة 1368 ه‌

269

نام کتاب : مدينة النجف نویسنده : محمد علي جعفر التميمي    جلد : 1  صفحه : 269
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست