نام کتاب : مدخل إلى الإمامة نویسنده : السيد كمال الحيدري جلد : 1 صفحه : 6
الإسلام أن تكون ظاهرة وجودية دائمة تدخل في نظام الهداية الخاص بحيث يحتاج إليها النوع الإنساني في كلّ لحظة ، ولا تخلو منها الأرض طرفة عين ، بل ولا ينبغي ذلك ولا يُعقل . والحديث عن المنهج هنا لا يقصد منه معناه الإجرائي كطريقة في البحث ، بل المراد به نظام في التفكير ، ومن ثم فنحن مع هذين المنهجين أمام نظامين فكريين متغايرين ، وبالنتيجة أمام ضربين من الإمامة مختلفين . النظامُ الأول وهو يَقْصُر الإمامة على بعدها السياسي في قيادة الدولة والمجتمع إنّما يفرّغها من مدلولاتها القرآنية ، على حين يتعاطى معها النظام الفكري الثاني بكامل أبعادها القرآنية فيما تنهض به من دور وجوديٍّ وهدائيٍّ ، وعلميٍّ وسياسيٍّ وتربويٍّ ، فينتهي بها إلى أن تكون ضرورة وجودية ، وقانوناً في الهداية الخاصة لا يعقل تخلّفه ، وظاهرة دائمة تلازم الخليقة إلى أن تبلغ الإنسانية كمالها المنشود ، وَتتحقق الغاية من وجود الإنسان ، ومن بعث النبوات والرُّسل الكرام . وهذا هو مغزى ما أشارت إليه هذه الدراسة الموجزة من عجز المنهج الكلامي بوجهيه القديم والحديث على أن يرتقي بالإمامة إلى هذا المستوى ، بالأخص مع ما خالطه - في الاتجاه الإمامي
6
نام کتاب : مدخل إلى الإمامة نویسنده : السيد كمال الحيدري جلد : 1 صفحه : 6