نام کتاب : مختصر كتاب الفارق بين المخلوق والخالق نویسنده : الباچچي زاده جلد : 1 صفحه : 77
أن الله تعالى كما فرض أحكام التوراة على قوم موسى كذلك هي مفروضة على قوم عيسى ، وأن يتعبدوا بموجبها بنص قول المسيح ( وكلما قالوا لكم أن تحفظوه فاحفظوه وافعلوه ) وأراد بذلك ما في التوراة إذ ليس لهم كتاب أحكام غيره ، وهذا مسلم لا جدال ولا خلاف فيه فيكون قول بولس : ( نعبد بجدة الروح لا يعتق الحرف ) حديثا مفترى وكلاما لا يتبع ، ثم إن المسيح نهى قومه ان يعملوا بأعمال بني إسرائيل التي تخالف أحكام التوراة ، لأنهم فسروها كما قال المسيح بصورة عسرة ثقيلة التحمل فوق طاقة البشر بل أمرهم أن يعملوا بموجبها وذلك بأن يفسروا مشكلها بصورة حسنة ممكنة التحمل ويعملوا بها ، وفي الحقيقة أن اليهود كما قال عنهم المسيح شددوا فشدد الله عليهم ، وكلفوا الأمة بحمل ما هو فوق طاقتهم ، لان أحدهم ربما يحترق يوم السبت فلا يطفئ ما يحترق منه ولا يستعين بيهودي في ذلك وقد أخذوا هذا الحكم من عدم جواز ايقاد النار يوم السبت ، ويفطر أحدهم إلى القوت فلا يشتريه لتحريمهم البيع والشراء في السبت والبلاء كل البلاء أنهم يمنعون الفقراء من العمل في السبت مع اضطرارهم إلى العمل فيه لحاجة القوت ، وقد ترقوا في التشديد حتى حكموا بعدم مداواة المرضى ومراجعة الأطباء في يوم السبت ، ومن هذا القبيل تحريمهم أكل اللحم مع اللبن أو الدهن ، وتحريم من يجلس مع الخطاة والعشارين ، وتحريم الاكل بلا غسل اليد . . . فجميع هذا جعلوه محرما ، وليس في التوراة ما يدل على ذلك .
77
نام کتاب : مختصر كتاب الفارق بين المخلوق والخالق نویسنده : الباچچي زاده جلد : 1 صفحه : 77