نام کتاب : مختصر كتاب الفارق بين المخلوق والخالق نویسنده : الباچچي زاده جلد : 1 صفحه : 121
على قوم بنوا دينهم على هذه الكلمات التي لم يسبق مثلها على لسان أحد ممن يؤمن بالله واليوم الآخر فخالف الأنبياء ، والمرسلين وتجاوز إلى مقام رب العالمين فجعله موطأ للذل والهوان ، وضحكة تهزأ به أوباش اليهود في كل زمان ومكان ، ومن الغريب ما نقله الخوري في تحفة الحيل عند ذكره سبب تأليف هذا الإنجيل وهو أن يوحنا لما أمر المؤمنين بالصوم أخذ تلميذه بروكلوس وصعد به جبلا عاليا ، وأقام عليه صائما مصليا كموسى فخطف عن حسه وعرضت بروق ، ورعود ، وصواعق ، كما عرض لموسى عند قبول الشريعة ثم استحالت تلك الرعود إلى أصوات مفهومة تقول في البدء كان الكلمة . . . الخ ، وشرع يوحنا حينئذ بنص إنجيله وبركلوس تلميذه يكتبه ، وأن الرجل لما رأى تلك البروق والرعود واشتدت الزعازع عليه وهو في قمة الجبل استولى عليه الخوف ، والدهش فاختل عقله وتشوش وصار يهذي بما لا يشعر ، ويتكلم بما لا يعلم ويملي على التلميذ المسكين الذي كان أشد خوفا من أستاذه فكتب تلك الكلمات المستحيلة عن تلك الرعود ، والبروق المهولة فكانت صاعقة تركت الملة النصرانية على جرف هار فوقعوا في جهنم وبئس القرار . وبروكلوس المذكور هذا هو الذي كان في مدرسة الإسكندرية تلميذا وصنف هذا الإنجيل بعد موت يوحنا بشهادة علمائهم . فتبين أن المصنف غير يوحنا ويخبر عنه بضمير الغائب وهذا ظاهر لا غبار عليه .
121
نام کتاب : مختصر كتاب الفارق بين المخلوق والخالق نویسنده : الباچچي زاده جلد : 1 صفحه : 121