نام کتاب : مختصر أخبار شعراء الشيعة نویسنده : المرزباني الخراساني جلد : 1 صفحه : 57
الأخلاق وينهى عن ملائمها ، فذكر ذلك الرجل للنبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) مقاله فقال : اللهم اغفر للأحنف ، وكان يقول : هذا من أرجى عملي عندي [1] . وحضر عند معاوية فتكلم جلساؤه والأحنف ساكت ، فقال له معاوية : مالك لا تتكلم يا أبا بحر فقال : أخاف الله إن كذبت وأخافكم إن صدقت [2] . وقال له معاوية مرة : أنت صاحبنا بصفين ، ومخذل الناس عن أمير المؤمنين فقال : والله إن قلوبنا التي أبغضناك بها لفي صدورنا ، وأن سيوفنا التي قاتلناك بها لعلى عواتقنا ، ولئن دنوت إلينا شبرا من غدر لندنون إليك ذراعا من ختر ولئن شئت لتصفون لك قلوبنا بحلمك عنا قال : قد شئت [3] . وكان عند ه يوما إذ دخل رجل من أهل الشام فقام خطيبا ، فكان آخر كلامه أن سب عليا ( عليه السلام ) فأطرق الناس فتكلم الأحنف مخاطبا لمعاوية فقال : إن هذا القائل ما قال : لو يعلم أن رضاك في لعن الأنبياء والمرسلين ، لما توقف في لعنهم فاتق الله ودع عنك عليا ( عليه السلام ) فقد لقى ربه بأحسن ما عمل عامل ، والله المبرز في سبقه الطاهر في خلقه الميمون النقيبة العظيم المصيبة ، أعلم العلماء وأحلم الحلماء وأفضل الفضلاء ، ووصي خير الأنبياء . فقال معاوية : لقد أغضيت العين على القذى ، وقلت بما لا ترى ، وأيم الله لتصعدن المنبر فتلعنه طوعا أو كرها . فقال : إن تعفني فهو خير وإن تجبرني على ذلك فوالله لا يجري به لساني أبدا فقال : لا بد أن تركب المنبر وتلعن عليا . قال : إذا والله لأنصفنك وأنصفن عليا قال : تفعل ماذا ؟ قال : أحمد الله واثني عليه وأصلي على نبيه ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وأقول : أيها الناس إن معاوية أمرني أن ألعن عليا وإن عليا ومعاوية اقتتلا ، وأذعن كل