وإعلامها عمن يستخلف بعده عقلا ونقلا . وقد علمت بأوامره في الكتاب في سورة المائدة ، الآية ( 55 ) : * ( إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون ) * ، وهو علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) بعد الله ورسوله ( صلى الله عليه وآله ) ، وكما نزلت آية الابلاغ قوله تعالى في سورة المائدة ، الآية ( 67 ) : * ( يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك . . . ) * وكان المقصود إبلاغ ولاية علي ( عليه السلام ) من بعده ، كما في غدير خم . ومذ أطاع وبلغ وأكمل عمله نزلت آية الإكمال قوله تعالى في سورة المائدة ، الآية ( 3 ) : * ( اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا ) * وكما رأينا وصرح رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) منذ يوم الدار ، وفي جميع المناسبات أن عليا ( عليه السلام ) أخوه ووزيره وخليفته من بعده ، وأن مكانه منه كمكان هارون من موسى ، وأن من أطاع عليا ( عليه السلام ) أطاع رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) وأطاع الله ، ومن خالفه خالف الله ورسوله ( صلى الله عليه وآله ) ، وأنه وذريته الثقل الأصغر ، وغير ذلك مما ثبت لك ذلك . وقد غصبتها من علي ( عليه السلام ) وآله ، وحرمت الأمة منه ، وأقمتها منذ الساعة الأولى باسم الدين حكومة مطلقة استبدادية ، أنت وصاحبك ، وأقصيتم ذوي الحق ، وقربتم أعداء الإسلام ، ومنعتم السنة والحديث أن تدون ، وحجرتما أنت وصاحبك على الأفكار ، وحقرت أنت العلماء وحجرت عليهم ، وقضيت على مناهل العلم في العالم أينما بلغت فتوحك ، فكأنك تنشر البربرية ، وتعمم الجهل والظلم لا الإسلام والعلم والعدل والمساواة الإسلامية والشريعة السمحاء . وبقيت درتك تلعب على الرؤوس ، وتزداد يوما بعد يوم جبروتا وكبرياء ، فتقول على رؤوس الأشهاد بكل صراحة ودون عذر : ( متعتان كانتا حلالا على